|


سعد المهدي
الهلال يحتاج "بدل فاقد"
2018-03-11

الهلال فقد نفسه، يبدو أن هذا الوصف الذي يختصر ما صار عليه الآن حال الفريق، الأسباب كثيرة وكل واحد منها يمكن أن يكون علة الفريق، لكن هل يمكن أن ينهار نهائيًّا، بحيث يعجز عن مهمة الدفاع عن لقبه؟



سيكون من المهم عدم إغفال أن الهلال وصل إلى أعلى نقطة في قمة مستواه حتى ما بعد مباراته أمام الأهلي في القسم الأول، وكان حينها قد لعب النهائي الآسيوي، وكان يمكن له أن يبتعد بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه، إلا أن ذلك لم يكن بالوسع أن يستمر.. لكن لماذا؟



من السهل تصور أن الهلال يجب أن يستفيد من المباريات المؤجلة له؛ ليؤمن بها رصيده كي يبقى عصيًّا على منافسيه جولات الحسم، حتى لو تراجع عطاؤه وفقد مفاتيحه، ووصل إلى حال سيء كما هو عليه الآن، لكن هذا الخيال الواسع لا علاقة له بالحقيقة؛ لأن المباريات المؤجلة هي ذات المباريات التي يمكن أن تلعب في وقتها وليست فائضًا يزيد به عن غيره، وما كسبه منها كان هو نصيبه المستحق، وما تعرض له من عقبات لم يكن بالقليل.



أربع نقاط عن الأهلي الوصيف تحولت إلى نقطة قبل جولة واحدة من مواجهة الفريقين في السابع من إبريل المقبل، وستلعب المواجهتان اللتان تسبقانها "أمام القادسية والرائد"، دورًا مفصليًّا في تحديد ما سيكون عليه حال المواجهة الكبرى بينهما، إما أن يبقيا بذات الفارق أو يتغير بشكل كبير لصالح أحدهما، وعليه يمكن القول إنها مواجهة كسر عظم حقيقية.



"ريبروف الأهلي" المغضوب عليه المرشح للإقالة منذ جولات ماضية، كسب جولة البقاء، و"دياز الهلال" المحاط بالإعجاب طار في غمضة عين، والأهلي الذي كان يتقدم خطوتين ويتعثر خطوة استقر حاله وثبتت أقدام لاعبيه على العشب الأخضر، وانطلقا في سباق لا يتوقف على تبادل صناعة الانتصارات وهز الشباك، والهلال المخيف الذي لا تدري من أين يأتيك ولا كيف يهزمك؛ فقد كل ما يملك وبات يستجدي المباراة تلو الأخرى؛ ليجد نفسه التي فقدها.



الأهلي الذي كاد بعض من فيه ومعه أن يسقطوه بكثرة ضغطهم وتدخلهم في تفاصيل تفاصيله، لم يكن ضعيفًا ولا ناقصًا، بل قوي مدجج بكل أسلحة فريق كرة القدم بتنوعها وتكاملها، وكان من الظلم للمنافسة أن يسقط في أمتارها الأولى، كما كاد يحدث بل كان يصعب ذلك، وهو اليوم يبرهن على هذا بمواصلة تضييقه الخناق على الهلال، لكن الجولات الثلاث هي الفيصل بين من كان مستيقظًا مبكرًا ثم غفا، ومن صحا بعد غفوة.