لست بحاجة إلى تذكيركم بأنني أعشق "مانشستر يونايتد"، ثم "ريال مدريد"، ثم "يوفنتوس"، ولكن مقال اليوم يقتضي الحديث عن الأندية الثلاثة؛ لأنني أتابعها بشغف وأعرف أدق تفاصيلها، كما لو كنت عضوًا في مجلس الإدارة، أو جالسًا مع النجوم في "حجرة الملابس".
"حجرة الملابس" تمثل حجر الزاوية في أداء الفريق على المستطيل الأخضر؛ لأن ما يحدث فيها ينعكس على عطاء النجوم وانسجامهم وتطبيقهم لتعليمات المدرب، وحين يخفق فريق كبير في تحقيق طموح جماهيره؛ فإن السبب الأول قد يعود إلى خلل في "حجرة الملابس".
"مانشستر يونايتد" كان يقوده المدرب الأعظم بالتاريخ "السير أليكس فيرجسون"، على مدى 27 عامًا حقق خلالها 38 لقبًا على حساب خصوم تفوقه في الإنفاق ونوعية النجوم؛ لأنه كان قوي الشخصية وصاحب القرار الأوحد في النادي، وكان يسيطر بقوة على "حجرة الملابس"، وحين ترجل خلفه "مويس" ثم "فانخال" لكنهما فشلا؛ لأنهما لم يتمكنا من إدارة "حجرة الملابس".
"ريال مدريد" تناوب عليه الكثير من المدربين، لكنني سأكتفي بالمدرب الكبير "مورينهو" الذي نجح في البرتغال وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، لكنه في موسمه الأخير مع "الزعيم الملكي"، لم يستطع السيطرة على انقسام نجوم الفريق؛ فخرج من الباب الصغير بسبب "حجرة الملابس".
"يوفنتوس" حقق مع "كونتي" ثلاثة ألقاب متتالية، لكن المدرب لم يكن صاحب الكلمة الأعلى في موضوعات التعاقد وغيرها؛ ففقد تأثيره على نجوم الفريق وبدأت بوادر انشقاق يقودها رموز في المدرجات والملعب؛ فكانت مغادرته رغم النجاحات؛ لفشله في "حجرة الملابس".
"مورينهو وكونتي" كانت لهما تجربة متشابهة في "تشيلسي"، حيث حققا لقب البريميرليج بجدارة واستحقاق، لكنهما فشلا في الموسم التالي لفشلهما في ضبط "حجرة الملابس".
تغريدة tweet:
ما يحدث في الأندية العالمية يتكرر في أنديتنا؛ فتتبدل أحوال الفريق المتصدر أو صاحب اللقب الأخير؛ لأن المدرب لم يستطع السيطرة على "حجرة الملابس"، التي ورد ذكرها في المقال كثيرًا؛ لأنها السبب الرئيس في تدهور أحوال الكثير من الفرق؛ ولذلك كتبت محذرًا أنديتنا من الاستهانة بأمر تلك الحجرة، التي تحدد استمرار عطاء الفريق أو تدهوره؛ لأنها تصنع الفارق بين فريق متماسك على قلب رجل واحد، أو فريق مشتت يعاني الانقسامات ولا يقدم بالملعب عطاءً يرضي جماهيره.. وعلى منصات حجرة الملابس نلتقي،،،