تأخرت للحظات قليلة في إيقاف سيارتي قبل بدء مباراة الهلال والريان لأجد الزعيم وفي لمح البصر قد تلقى هدفاً، لم أتفاجأ على الاطلاق، فقد عودنا الهلال على الارتباك بداية المباراة، وهو ما صعّب عليه مباريات أسهل من شرب المويه.
يعيش جمهور الهلال حالة من الهلع مع بداية كل مباراة بسبب الارتباك الذي يصيب الفريق ويجعله يستقبل أهدافاً مبكرة. في مباراة الريان الأخيرة استقبل الهلال الهدف بعد 120 ثانية فقط، وهو رقم جديد للفريق الذي عودنا على استقبال الأهداف بعد مرور 5 دقائق على الأقل.
ففي مباراة النهائي الآسيوي استقبلت شباكه هدفاً في الدقيقة السابعة، وفي مباراة النصر تماسك الهلال أطول فُهزت شباكه في الثامنة. وكذلك استقبل هدفاً مبكراً أمام الرائد والاتحاد وغيرها من المباريات، الأهداف المبكرة أصبحت إحدى سمات الفريق الأزرق وجزءاً من السيناريو المرجح لكل مباراة، ولا أستغرب مشاهدتها في المباراة المقبلة أمام الاتفاق.
قلة التركيز والارتباك والشرود الذهني واضحة وليست بحاجة لإثبات. الاختلاف يكمن في أن هناك فرقاً تستغل تأخر دخول الهلال في جو المباراة وتسجل، وهناك فرق لا تسجل، ولكن إغماءة الدقائق الأولى حاصلة حاصلة وليست مرتبطة بالأهداف. في المباراة الأولى كاد العين أن يسجل أكثر من هدف مع صافرة البداية ولم يصحُ الهلال إلا في الشوط الثاني.
إذا أراد الهلال الفوز بالدوري فيجب أن يغير عادته ويصحو مبكراً. فنومه العميق في الشوط الأول سيكلفه بطولة الدوري.
حلول سريعة يمكن أن تساعد الفريق:
أولاً: يجب الذهاب مبكراً للمباراة، كما يجب على اللاعبين النزول لأرضية الملعب قبل بدء التسخين والمشي على العشب لتخفيف التوتر والتعود على محيط المباراة.
ثانياً: اللعب بشكل سهل وعلى المضمون بداية المباراة "لمسة وتمريرة وتحرك"، يجب أيضا عدم الاندفاع الهجومي خاصة في الربع ساعة الأولى. يقول الأسطورة كرويف "إذا صعبت الأمور عليك في الملعب فقط العب السهل.. مرر لأقرب لاعب وتحرك لتساعده لكي يمرر لك".
ثالثاً: يجب على اللاعبين الكلام باستمرار قبل المباراة وأثناء المباراة، كما يجب على الاحتياط الصراخ بصوت مرتفع "تركيز يا شباب".. قلة الكلام تشجع على الشرود الذهني.
رابعاً: كل لاعب يجب أن ينظر حوله باستمرار ويعرف مكانه وموقعه في الملعب "سوء التمركز أحد أسباب البداية المرتبكة للفريق".