|


سعد المهدي
حتى لا تضيع قرارات الهيئة من بين أيدينا
2018-02-27

سيولة القرارات الصادرة عن هيئة الرياضة، لا تمكن من يرغب في قراءتها قراءة تأملية أو فاحصة، من المشاركة في إبداء رأيه بشكل جامع، قد يكون مفيدًا أو مؤثرًا في مسارات هذه القرارات، قبل أو أثناء أو حتى بعد  تنفيذها.



الأكيد أن هذه ليست مسؤولية من يصدر القرارات؛ لأنه يقوم بعمل ما يرى أنه في مصلحة تصحيح أو تجديد أو تطوير أو تأسيس لمرحلة مقبلة أفضل لا يمكن الوصول إليها إلا بالمبادرة باتخاذ هذا الكم من القرارات، وعلى هذه الدرجة من السرعة.. إذًا أين المشكلة إن كان في ذلك مشكلة؟



في مقابل ذلك لا تجد المتخصصين في كل ما صدر بشأنه قرار يبادرون بالتعليق والتحليل أو أنها لا تعطى لهم الفرصة الكافية من وسائل الإعلام التي لا يزال معظمها لا يريد أن يغير أسلوب تناوله للموضوعات، مهما اختلفت أو تباين حجم أهميتها، ولا يريد أيضًا في أن يستعين بكل ذي شأن ليتحدث في شأنه، من ذلك لا تأخذ القرارات بعدًا يتناسب مع حجمها أو أهميتها.



نحتاج إلى عمل يعيد تناول قرارات الهيئة المفصلية لفهم أهميتها ودلالتها من كافة جوانبها الرياضية والاقتصادية والاجتماعية، أو حتى الأمنية والسياسية، وكذلك إلى من يصوب مساراتها قبل أن تصطدم بأي معوق أو مصدات تنظيمية أو تمويلية، ولقطع الطريق على من يحاول تصيد ما قد تقع به من أخطاء لصالح مشروع مضاد لإجهاضها، خاصة تلك التي على تماس مع المجتمع.



أدعو اتحاد الإعلام الرياضي للمسارعة بوضع برنامج متكامل لمنتديات وورش عمل ودورات لعناوين ذات علاقة مباشرة ومتحدثين ومدربين لتنفيذ ذلك بشكل أيضًا عاجل، خلال جدول زمني مناسب لتكون منصة يصدر عنها الشرح والإيضاح والتنبيه والتصويب، من خلال إعادة قراءة وتحليل القرارات، بالطبع أهمها أو الشائك منها، وكيف يمكن فهمها أكثر والتعاطي معها وتعظيم منافعها وتجاوز سلبياتها.



هذا أو مثله مهم لإجبار الإعلام للدخول في صلب الموضوع، موضوع التصحيح والتجديد الذي تقوم عليه فلسفة الهيئة في أدائها خلال الفترة القليلة الماضية؛ لأنه بغير ذلك أخشى أن تدخل هذه المسائل الكبرى في عباءة تفاصيلنا "الساذجة"، التي اعتدنا عليها، وبالتالي تضيع أو تقل الاستفادة من هذه الأرضية العريضة من القرارات التي يمكن البناء عليها نحو مشروع وطني متنوع النفع.. قرارات اتحاد الكرة كذلك تحتاج إلى وقفة!