للفرق الكبيرة على مستوى العالم “بروتوكولات” غير مكتوبة، لكنها مشاهدة ومحفوظة منها “هيية” تحميه وتساعده على حفظ مكانته ولا تجعل الأندية الأقل شأنا تتجرأ عليه.
هذا لا يعني ألا يخسر منها، لكن خسائره إن حدثت فيه قليلة وتصنف على أنها من باب المفاجآت.
هكذا نشاهد الريال في إسبانيا وهكذا نعرف اليوفي في إيطاليا واليونايتد والليفر في إنجلترا والأهلي في مصر والعين في الإمارات والهلال محليا.
وللتاريخ يعتبر النصر هو أذكى ناد تعامل مع وجود الهلال في مدينته، فقد قاتل لإيهام الجماهير بأنه منافس له، والحقيقة أن بينهما بوناً شاسعاً ولا مجال للمقارنة، وقد نجح النصراويون في مبتغاهم من خلال الاحتكاك بالزعيم الآسيوي وأصبح اسمه مرتبطا به، والنصر فنيا لا يمكن أن يصنف مع الكبار لافتقاده لأهم ركائز التصنيف “الثبات”، وهو متأرجح يحضر عاما ويغيب عقدا، وفي حضوره وابتعاده يفتقد لهيبة الكبار، فكل الفرق تتجرأ عليه وتهزمه وبنتائج ثقيلة، بل إنه عند استعراض سجل لقاءاته مع هذه الفرق تجد أن بعضها تتفوق عليه بعدد الانتصارات.
ولأن المثال يوضح المقال، فقد سبق للكوكب أن هزمه برباعية، وسبق لضمك أن أخرجه من كأس الملك، وسبق للفيصلي بعد مواسمه الأولى قادما من الدرجة الأدنى أن دكه برباعية، ونجران هزمه بخماسية، ولن أتحدث عن سداسيات تلقاها من الفرق الكبيرة.
ولإثبات أن النصر يفتقد للهيية، فقد خاض هذا الموسم ثلاث مباريات ضد الباطن، اثنتان بالرياض جاءت نتائجها بتعادل إيجابي في ملعب الباطن وفوزين للسماوي، ولم يسجل النصر سوى هدف يتيم في المباريات الثلاث، في حين سجل أبناء الحفر خمسة أهداف، والمؤلم للجماهير الصفراء أن ضيف الممتاز الجديد فاز على فريقهم “رايح جاي”، ففي أسبوع فقط نجح في الفوز أولا دوريا بثلاثية نظيفة، وعند النتيجة وقفة، فالنصر لم تكن المباراة له “تحصيل حاصل”، بل جاءت في سباق المنافسة على الدوري أو على الأقل تحقيق مركز متقدم للمشاركة آسيويا، وبسببها فقد الأمل في الدوري نهائيا ونزل للمركز الرابع، ولم يكن الفريق يعاني من نقص في الصفوف، والغريب أنه لم تكن له ردة فعل لإثبات أنه صاحب هيبة، بل تلقى الأهداف الواحد تلو الآخر دون حراك، ليخرج الإعلام الأصفر ويبرر بأن الخسارة “لقاح الكأس”، قبل أن تأتي الضربة القاضية، ليصبح النصر بعدها أول فريق يخرج خالي الوفاض من الموسم.