إقالة الأرجنتيني رامون دياز نهاية طبيعية لمشوار مدرب في ناد سعودي، وربما يعتبر ممن طال بهم المقام أكثر من المعتاد، تذكروا أنه أمضى 14 شهراً، هذا كثير عليه حتى وإن حقق خلالها بطولة الدوري والكأس ووصل إلى نهائي أبطال آسيا!.
الذين يشحنون بطارية الانقلاب على المدربين هم نفسهم الذين يستعرضون لنا بين حين وآخر قصصاً لمدربين في أوروبا أمضوا في تدريبهم لناد واحد عقداً وعقدين وأكثر، وهم نفس الذين لا يريدون أن تتورط الأندية في الهدر المالي، لكنهم يستحثونها بشكل وآخر على إلغاء عقد هذا اللاعب أو ذاك المدرب.
ثقافة إقالة المدربين سمة بارزة في مشهدنا الرياضي منذ وعينا على الدنيا، وكانت تختلف في توقيتها وتبريرها لكنها تحمل الفكرة الواحدة (تغيير واقع أو حظ الفريق) اعتمادا على شحن معنوي مؤقت عادة يفلح في مباريات قليلة، لكنه يعود مجددا لما عليه الفريق في الأصل، فإن كان يملك القيمة الفنية والقدرة التنافسية، سيمضي مجددا ليس إلا بفعل العامل النفسي، أما إذا كان يشكو من مشاكل فنية حقيقية سينتظر إعادة تشغيله مرة تلو الأخرى على حساب سمعة المدرب وميزانية النادي.
الارتباط بعقد طويل (لناد سعودي حتى ولو لثلاثة مواسم مشكوك في تحققه إما لعدم الاختيار المناسب للمدرب أو لفشله في مواعيد غير مسموح له فيها بذلك، أو لثغرات في العقد تمكنه من فسخه، أو إملاء شروط جديدة تسمح له بمزايا إضافية، أو التملص من الشرط الجزائي.
وإذا كان في بعض ذلك أو كله تشترك معنا فيه كل أندية العالم، فتعالوا لندرس ونناقش مايخصنا وأسباب اختلافنا عنهم، وإذا ماكان ذلك جيدا علينا أن نستمر عليه، أم كارثيا يجب أن نتوقف عنه، وكيف يكون وما ضماناته؟
بالعودة إلى الإحصائيات ستجد أن رقم المدربين الذين يتم التعاقد معهم مقسوم على عدد الأندية والمواسم، رقم يفرض على الجميع إما التسليم بأنها حالة خاصة لايجب أن تتغير، ففيها نرى تحقق مصالح أنديتنا ومعها الكرة السعودية، أو إنه فعل عبثي أقل أضراره توقف تقدمنا الكروي مع تفاقم خسائرنا المالية وتشويه سمعتنا في أوساط الكرة بالعالم.
فيما يخص إقالة الأرجنتيني دياز لابد من مبررات غير تردي مستوى ونتائج الفريق، لأن صاحب القرار في الهلال يعلم أكثر من غيره ماتعرض له الفريق خلال الأشهر الماضية من ظروف لابد أن تتسبب في ماهو عليه الآن سواء بدياز أو غيره من المدربين؟