أفشلت نتائج مباريات الدوري السعودي للمحترفين هواة التوقعات، وأربكت الخراصين، وأحرجت آخرين كانوا يظنون أنهم قد خبروا الكرة وألاعيبها.
هذا الكلام ليس اليوم ولا لأن السماح لسبعة أجانب بما فيه مركز الحراسة، قد أحدث الكثير من التكافؤ في مستوى الأداء، وتبع ذلك صعوبة التكهن بأي نتيجه قبل إطلاق صافرة نهاية المباراة، ولكن على الرغم من أهمية ما ذكر، فإن أي دوري في العالم هو كذلك لولا أن بعضًا من قلة في المدرج والإعلام حاولوا في المواسم القليلة الماضية تحويل الدوري إلى مسابقة خروج مغلوب.
المواسم الماضية القليلة وبدفع من تعدد منصات الإعلام أغرت البعض أن يتوج كل جولة بطلاً يزفه بالكليبات والمانشيتات والتغريدات، ولا يتوانى في جولة أخرى أن يسقطه من الحسابات، هذا يدخل في “الهقص” الإعلامي واللعب على عواطف الجماهير، ويختلف عن التقييم والقراءة الفنية والتنافسية التي يعول على إمكانية تحققها.
القراءة المتصلة لا المنفصلة التي تشمل جولات الدوري وأهم محطاته وقدرة المتنافسين على التغلب على المصاعب وتحمل المخاطر، غابت أو غيبت، لكن ذلك لا يمكن له أن يغير من خصائص الدوري التي ترتكز على جمع أكثر نقاط للفوز باللقب، دون النظر إلى من أين ولا كيف أو متى، لأن كل ذلك سيتم طيه مجرد أن تنتهي مراسم تتويج البطل ويدخل أرشيف النسيان مع بدء أول جولة للموسم الذي يليه.
الذين رشحوا الهلال قلنا إنهم لم يخطئوا، لكن الذين توجوه ارتكبوا الخطأ الأكبر في حق المنافسين قبل أنفسهم، والذين تراجعوا عن ترشيحه وليس تتويجه مرة أخرى أخطؤوا بعد أن أعاد الفارق مع أقرب منافسيه إلى أربع نقاط، والذين رشحوا دخول النصر رغم فارق التسع نقاط وأكثر قبل أكثر من جولة ماضية، إنما كانوا يتمنون أو يبحثون عن بقعة ضوء وجميع هؤلاء يمكن لهم تبرير هذه القراءات ببعض عبارات الإنشاء، لكن الأكيد أن حمى الدوري نالت منهم وأصابتهم بالهذيان.