|


إبراهيم بكري
ياسر القحطاني!
2018-02-19

أسطورة الملاكمة الأمريكية شوغر راي ليونارد يقول:



“لا شيء يمكن أن يرضي خارج الحلبة.. لا يوجد شيء في الحياة يمكن أن يقارن أن تكون بطل العالم، ويدك رفعت في تلك اللحظة من المجد، مع الآلاف والملايين من الناس يهتفون لك”. 



الرياضي يموت مرتين، المرة الأولى عندما يعلن اعتزال نهاية حياته الرياضية والثانية مثل كل البشر عندما تودع أنفاسه الحياة.



يبدو أن بعض جماهير الهلال تريد أن تسحب أجهزة التنفس الصناعي من جسد الكابتن ياسر القحطاني وتريده أن يموت “يعتزل” قبل موعد الجنازة نهاية الموسم وهو يختتم مشواره بطلاً للدوري.



لم تنجب الأمهات في كل العالم حتى اليوم رياضياً يرغب في الاعتزال، الجينات في جسد كل لاعب تتعلق بحياة الملعب، صخب الجماهير، صعود منصة، وأضواء الإعلام.



لا تصدق أي رياضي قال لك اعتزلت عندما شعرت بعدم القدرة على خدمة الفريق أو تحقيق منجز، الحقيقة أنه اعتزل مجبراً وليس طواعية بسبب العمر أو الإصابة، لو القرار بيده لبقي خالداً مخلداً في الرياضة لأنها هي حياته يموت بفراقها.



لا يبقى إلا أن أقول:



ما يعيشه ياسر القحطاني اليوم مر به الكثير من اللاعبين في الأمتار الأخيرة من المشوار الرياضي، يشعر بالرهبة من مستقبل حياته الجديدة، ليس من السهل هذا التحول من شخص مشغول جدوله اليومي بالمنافسة الرياضية والتمارين الشاقة إلى متقاعد لا شيء في حياته يسد هذا الفراغ. 



كثير من الدراسات العلمية تبرهن إصابة الرياضيين بأمراض نفسية بعد الاعتزال والإصابة بالاكتئاب، بعض منهم لجأ إلى الانتحار هروباً من الحياة الجديدة التي عجز أن يتأقلم معها.



من الوفاء أن نقف مع القناص ياسر القحطاني في نهاية مشواره نمهد له الطريق ليغادر المشهد وهو رافع رأسه.. سوف يعتزل نهاية الموسم ويرمي سهامه لا تستعجلوا موته رياضياً الآن فقط 90 يوماً لا أكثر ويعلن بنفسه الرحيل. 



قبل أن ينام طفل الـــ “هندول” يسأل:



متى يموت ياسر القحطاني رياضياً؟!.



هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.