العاطفة أنثى مستبدة، أصبحت في زمننا الحالي من نواقض المنطق، ومن مغيبات الفكر، وكان الرجل وخاصة الشرقي يعيب المرأة بها، وأنها لا تستطيع أن تزن الأمور بعقلانية بسببها حتى أنه إذا أصاب فهو مصيب ويرى نصفه الآخر "مصيبة" وإن حكم بين المتخاصمين فهو قاض وإن هي فعلت فهي "قاضية".
لكن يبدو أن زمن المطالبة بالمساواة بين الجنسين على الرغم من فوارق نواقضها قد حققت جزءاً كبيراً منها، فالرجال جلهم وليس كلهم أصبحوا عاطفيين تلعب بهم رياحهها في بحر لجّي وفقدوا القدرة على ضبط النفس وإحكام العقل في "ملاهي" الحياة، فكيف بعزائمها، وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي قبل ما يقارب عقد من الزمان "خدعوها بقولهم حسناء.. والغواني يغرهن الثناء" وليته معنا الآن ليدرك أن الثناء بات يغري حتى الرجال وليته أدرك دقة تصويب جده "أبي نواس" حينما برع في "دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء".
ولعلي أطرح لكم مثلاً من الساحة الرياضية يوضح المقال، فالساحة الرياضية بقضها وقضيضها إلا من رحم الله تغلب عليهم العاطفة وتتحكم بهم تلك الأنثى المستبدة فتعثرات الفرق المفضلة تعني بأن مدربيها "سباكين" حتى بات أي مدرب يحترم نفسه وقدراته يفكر ألف مرة قبل الموافقة على تدريب أنديتنا وغالبهم يرفضون ولهم الحق في ذلك فمن غير المعقول أن يتسلط "ساقط خامس ليلي" على مدرب محترف قضى نصف عمره ما بين الدورات العلمية والتطبيق العملي.
والمؤلم أيضا أن منهجية ساقط ليلي أصبحت السمة البارزة لكثير من الإعلاميين فأصبحوا سواسية عطلوا العقل وأعملوا العاطفة، وهنا يفقد الإعلامي قدراته المهنية ويصبح مشجعاً بسيطاً من المفروض ألا يعتد برأيه لخطورة توجهاته على كثير ممن لا يستطيعون تكوين رأي فيذهبون لمن يثقون بهم لكنهم للأسف يجدون ما يضاهي "طائر البين" سعياً للفراق ومشياً إليه.
ولو أنك سألت أولئك كم نسبة تأثير المدرب على نتائج الفريق الذي يشرف عليه عند الانتصار أو الانكسار ولو فعلا كان يعرفها فإنه يناقض نفسه ويدخل في صراع بين فكره ومعرفته وبين العاطفة التي تسيره كما تريد.
الهاء الرابعة
لاضـاق فيك الـدرب لا تـرجع ورى
إصبر وغامر والعمر حظ ونصيب
أحـدن لقى في مقبـل ايـامـه ذرى
واحـدن رمـى لكـن عيـا لا يصيـب