هل بمقدور الدوري السعودي للمحترفين، بوضعه الحالي صنع منتجًا قويًّا، يستطيع معها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم جني الأرباح؛ كونه المستهدف الأول في هذه المرحلة بالذات، تزامنًا مع التحضيرات المهمة للقائمين على شؤونه استعدادًا لمونديال روسيا في صيف 2018.
ربما تكون الإجابة أصعب بكثير مما قد يتصوره بعضهم، بغض النظر عن حجم الطموحات التي أراها تأخذ سقفًا عاليًا مبالغًا فيه؛ لما سيقدمه الأخضر السعودي وما سيكون عليه الحال في المحفل العالمي.
ولا شك أن المتابعة الحصيفة لأوضاع اللاعبين والأندية في الدوري السعودي، ستضعك أمام سلسلة من الحقائق والأرقام المفجعة التي تتطلب منا كمتابعين ونقاد وجماهير، ضرورة خفض سقف الطموحات لما هو أدنى والتعامل بواقعية أكثر، خشية من تداعيات مدمرة ستعصف بالكرة السعودية، وتعيد مأساة 2002 وثمانية ألمانيا الشهيرة.
من وجهة نظر شخصية، لا أظن أن المسابقات والبطولات المحلية باتحادها الكروي "المرتعش"، قادرة أن تذهب بنا كسعوديين بعيدًا، حتى إن حاول رئيس الاتحاد عادل عزت ومن معه في اتحاد القدم أن يصدروا لنا الأحلام غير ذلك ومدى ثقتهم وقدرتهم على صنع منتخب الأحلام السعودي في كأس العالم. تتجاوز الإنجاز التاريخي في مونديال أمريكا 94؛ لأن ليالي العيد تبان من عصاريها، كما يقول المثل الدارج.
والموسم الرياضي الحالي، سواء في الدوري أو الكأس، عاش في سبات عميق وركود تنافسي مخيف، كانت العلامة المضيئة الوحيدة فيه تلك التدخلات الإنقاذية للهيئة العامة للرياضة التي كانت بجهود رئيسها المستشار تركي بمثابة الأوكسجين الاصطناعي في رئة الدوري السعودي.
حتى قرار إبعاد الحكم المحلي والاستعانة بالحكم الأجنبي، وهو بالمناسبة، قرار تاريخي فشل هو الآخر في الارتقاء بتنافسية فرق الدوري، رغم الاعتقاد بأنه سيكون بمثابة الحل السحري؛ نظرًا لعدم قدرة اتحاد عزت في مسألة رئيس لجنة الحكام مارك كلاتنبيرج الذي حول الدوري السعودي بجولاته الحاسمة إلى حقل تجارب، استحوذ فيه هو والمجري كاساي على كل شيء، رغم الانتقادات التي طالت الأخير وما صاحب ديربي جدة والرياض من أخطاء كوارثية.
بقي أن أشير إلى أن أوضاعًا كهذه لا تساعد على النجاح، بل ستقودنا إلى الفشل، وستحول مقولة "الدوري السعودي أقوى دوري عربي"، إلى مجرد أيقونة للضحك والتندر!!