«أستيقظ الخامسة صباحًا، الظلام الدامس، البرد القارس يشل أطراف جسدي، أمشي حتى أصل إلى محطة المترو، أركب القطار مسافرًا للعمل في بيوت الناس، عملي شاق ومرهق، أقضي 12 ساعة يوميًّا في مهنة السباكة، بين المطرقة والمواسير، كانت حياتي مؤلمة لأجمع المال لكي أعيش».
هكذا يصف حياته القاسية الإيرلندي مصارع الفنون القتالية المختلطة، كونر ماكغريغور، قبل أن يتحول إلى أسطورة رياضية.
لك أن تتخيل.. كيف تحول الرياضة حياة البشر؟!
من شاب فقير سباك يعاني حتى يجد قوت يومه، إلى رياضي محترف يجني الملايين، أعلن السباك السابق والمصارع الحالي ماكغريغور، أن صافي أرباحه في عام 2016م تقدر بـ 184 مليون ريال سعودي، أما في أغسطس الماضي فتضاعفت ثروته، على الرغم من خسارته أكبر نزال في تاريخ رياضة الملاكمة ضد الأمريكي فلويد مايويذر، حصل على 375 مليون ريال سعودي.
الشيء اللافت للنظر ما يمتاز به هذا البطل العالمي ماكغريغور، إتقانه حركة “الدق على العنق”، سلاحه في الحلبة التي يجبر بها خصومه على الاستسلام، وأرجع كثير من محللي مصارعة اليو إف سي، أن السبب يعود إلى قوة ساعديه التي استمدت الصلابة من مزاولته مهنة السباكة الشاقة التي تحتاج إلى قوة العضلات.
لا يبقى إلا أن أقول:
في الرياضة السعودية في الآونة الأخيرة، انتشر مصطلح “سباك” بين الجماهير الرياضية، تطلقه على المدربين واللاعبين الذين يعتقدون أنهم فاشلون.
مهنة “السباكة” من المهن العظيمة التي لا نستغني عنها في حياتنا، مؤسف أن نلصق تهمة الفشل بها، وهي تحمينا أن نغرق وسط مخلفاتنا القذرة في دورة المياه “الحمام”.
لا يعقل أن نقول للفاشلين “سباك”، وهذه المهنة ولد من رحمها أحد أعظم الرياضيين الناجحين في التاريخ الحديث، المصارع كونر ماكغريغور، الذي يعتبر حاليًا ضمن قائمة أغنى 100 رياضي دخلاً في العالم.
قبل أن ينام طفل الـــ “هندول” يسأل:
لماذا نطلق لقب “السباك” على الفاشلين رياضيًّا؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..