|


سعد المهدي
في ديربي العاصمة.. أشياء أخرى
2018-02-08

الإحصائيات والأرقام لاتكذب، لكنها في مرات كثيرة تفسد حالة الإنكار التي يعيش فيها المشجع أجمل لحظات التعبير عن العشق الذي لا يعترف بتفوق الغريم ولا خسارته منه.



في الرياض، انتهى الأمر بالجماهير منذ منتصف السبعينيات الميلادية على أن يختلفوا على فريقين فقط هما الهلال والنصر، إلا من جمع أقل تفرقوا بين الشباب والرياض، لم يشفع للشباب أسبقية التأسيس ولا ضم النجمة إليه في أن يتوسع بقاعدته إلى أكثر من أحياء شرق الرياض ما وراء شارع البطحاء، ولم يعش الرياض حياة مستقرة، فقد كان الأهلي ثم اليمامة فالرياض، فلم يفارق امتداد شعبيته حافة الباطن غرب الرياض.



أدخلت الثمانينيات الرياض والشباب عالم الانحسار الجماهيري، وبات ضغط النصر والهلال على مدرجات العاصمة انطلاقا من بيوتاتها ومكاتبها وإعلامها واضحا لا يمكن مقاومته حتى في المرات التي كان ينهض فيها أحدهما ويحقق أو ينافس على البطولات، أو يحقق الشباب ما لم يحققه الهلال والنصر، عندما حصل على لقب بطولة الدوري ثلاث مرات متوالية، ناهيك عن مقاسمتها حتى يومنا هذا البطولات لكن دون جدوى!



ظروف النشأة وتوفر النجوم في الفرق الأربعة كان يمكن أن يجعل من العدل أن تتوزع جماهير العاصمة عليهم جميعا، لكن ثمة ما استجد في صناعة الفرق وعوامل التأثير، كان النصر في الستينيات عريس العاصمة في مواجهاته بالهلال الذي كان في مطلعها سفيرها على مستوى البلاد، تغيرت القوى وصار لزاما أن تعيد الجماهير تموضعها من جديد. 



الهلال والنصر صارا قطبي الكرة في العاصمة ومستقبلها الذي يراهنون عليه، ولم تكسر هزيمتهما في  نهائي كأس الملك عامي 67 و68 م أمام الاتحاد والاتفاق شكيمتهما أو تفقد جماهيرهما الثقة بهما، بل ألهب ذلك حدة تنافسهما أكثر وتغلغل اسماهما في مدن وقرى كافة مناطق البلاد، واتسع الفرق حتى مال كليا لصالحهما.



اليوم "ديربي" العاصمة يجمع بين النصر والهلال في المباراة 152، حيث التقيا أول مرة في عام 1963م ولعبا حسب إحصائية منشورة عبر الإنترنت "ويكبيديا" 87 مباراة على مستوى الدوري، فاز الهلال خلال 35 مرة والنصر 26 وتعادلا مثلها، وهنا نعود إلى التذكير  بالإحصائيات التي لا تكذب.. ولكنها لا تقول الحقيقة.