في الثلاث سنوات الأخيرة اقتصر "ديربي العاصمة" على لقاء متباين الطموحات فالهلال يسعى إلى المنافسة على الدوري والظفر بمغانم أخرى تتشابه في كل حالات الفوز في "ديربيات الأرض"، والنصر يسعى إلى تعطيله وهو حق مشروع له كفله قانون المستديرة الصغيرة.
فريق القرن الآسيوي غالبًا ما يتفوق فنيًا ونتائجيًا والأصفر البراق يبرع في المواجهة حينما يلعب بطريقته التاريخية المعتادة "تقفيل المناطق الخلفية"، وتأتي أحيانًا بثلاثة محاور واللعب بالأسلوب الضاغط للاستفادة من الأخطاء العكسية أو استثمار الهجمات العكسية.
والزعيم يتميز حاليًا باستقرار فني عكس غريمه بدليل أن آخر خمس مواجهات أربعٌ منها في الموسم الماضي وواحدة في الدور الأول من هذا الموسم أشرف على الهلال فنيًا "رامون دياز"، في حين أن النصر تناوب على تدريبه أربعة مدربين، علمًا أن اللقاءات الخمسة شهدت ثلاثة انتصارات زرقاء وتعادلًا وفوزًا وحيدًا للأصفر في اللقاء الوحيد الذي أداره "حكم محلي".
لقاء هذا المساء على الرغم من تباين الطموحات إلا أنه ربما يحمل تكافؤًا كبيرًا "على الورق"، فالنصر دعم صفوفه بخماسي دولي، واحد محلي هو الظهير الأيسر عبد الرحمن العبيد، وأربعة أجانب هم العماني سهيل والجزائري جابو والتونسي ساسي والكنغولي كابنجا، والهلال الذي عانى طويلًا وكثيرًا من نقص حادٍّ في الصفوف وانخفاض في مستويات البقية منتعش حاليًا بعد خماسية الباطن وحضور الأرجنتيني سيروتي والمغربي بن شرقي.
كل حديث عن تفاصيل الديربي يعتبر إعادة بطيئة لكل مواجهة سابقة، فهو لا يخضع بدرجة كبيرة إلى المعايير الفنية على اعتبار أن الجوانب النفسية تلعب دورًا محوريًا، وهو فرصة كبيرة للفائز للانطلاق نحو آفاق أرحب، وتجاوز التعثرات السابقة وهو بوابة عبور للاعبين خاصة الجدد لوضع منصة انطلاق نحو قلوب العشاق.
المميز في هذا اللقاء هو حالة الهدوء التي سبقته من الطرفين حتى إن تصريح رئيس النصر المتعلق بالمنطقية لم يجد انتشارًا كبيرًا ولم يأخذ أبعادًا من الخلافات أو الاختلافات السابقة، ولم أستطع تصنيف هذا الهدوء هل هو منطقي أم غير منطقي، لكنَّ الأكيد بأنه أمر إيجابي يتماشى مع المرحلة الجديدة في الموسم الاستثنائي.
الهاء الرابعة
وَمَا الكَوْنُ إلّا صُورةً أنْتَ رُوحُهَا
وَجِسْمٌ بِغَيْرِ الرُّوحِ كَيْفَ يَقُومُ
عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ كَئيبٍ مُتيَّمٍ
تَظَلُّ سليماً وَهْوَ مِنْكَ سَلِيمُ.