هناك هم خاص وآخر عام، أو لنقل اهتمام خاص يرتبط بالفرد غير المسؤول، يختلف عما يجب أن يكون عليه اهتمام المسؤول، وهو صحيح هم يشغل الفرد لكن المسؤول معني به، وبين أن يشغلك أمر قد تعزم على تجاهله أو تعليقه، وهم يلزمك الواجب على تبديده، فرق واضح.
أسوأ ما يعانيه المسؤول المجتهد، اصطفاف من يفترض أنهم مستهدفون بهذه الخدمة أو النشاط مع من بضاعتهم الوحيدة زرع الشك وتصدير التخذيل، وأكثر ما يحتاج إلى مواجهتهم به لفصلهم عن بعض، هو سلاح الشجاعة "الشفافية والإنجاز"، هذا يزعزع ثقة الشارع فيهم، ويضيق المساحة التي يمكن أن تسمح لهم بالتحرك المضاد والتقاط ما قد يجود به سوء الطالع من أدلة وحجج لاستخدامها في معركتهم ضده.
تحتاج المؤسسات إلى تعزيز العلاقة مع الفرد إلى مشروع طويل مدروس، له أرضية صلبة، هي التوصيف الواضح لكيانها والإفصاح عن الأهداف والرسالة والأدوات المستخدمة للتنفيذ، والكشف عن القيادات المشرفة على العمل، هذا لن يجعل أحدًا يمكن له أن يطلب ما هو غير معلن، ولن يقيس القدرة على أكثر مما تحتمله الأدوات، أو يظن مسبقًا ما قد لا يمكن أن تقدمه تلك الأسماء، وسيفهم من يريد أن يفهم كيف تجري الأمور ولماذا.
هذا كلام عام، لكن لا يمكن القفز عليه؛ لذا فإن كيانات مثل الاتحادات الرياضية أو الرياضات الذهنية والإلكترونية والنوعية في حاجة إلى التقدم أكثر للصعود على خشبة مسرح الإعلام، حيث يحتشد الناس أولاً للتعريف بنفسها من خلال الكشف عن الهوية وتبليغ الرسالة، ثم التعرف على شريحتهم المستهدفة لمد حبل الوصل معها بالمعلومة والإجابة عن الكثير من الاستفهامات، والرد على الاستنتاجات التي نشأت جراء نقص المعلومة أو الجهل بها.
هذه الاتحادات التي تقع تحت مظلة اللجنة الأولمبية، يمكن لها أن تصنع الكثير مما كان المجتمع السعودي كاملاً وليس الرياضي فقط يطالب به ويتمناه، حيث التنوع والإحاطة بجل ما يمكن أن يقع في دائرة اهتمامات كافة شرائح المجتمع بفئاتها السنية وطبقاتها وجنسها من ألعاب وأنشطة أولعوا بها أو عرفوها، من خلال وسائل الإعلام أو عبر عيشهم في الخارج.. لكن كل ذلك قد لا يفيد أو تنقص درجة نفعه ما لم يقدم نفسه من خلال مشروع تعريفي شامل ومفصل ومنصات دائمة، هذا يجب أن يكون هم المسؤول، وليترك للآخرين حرية اختيار هموم خاصة بهم.