تعجز قمصان الفريق مهما توحدت ألوانها، أن تجعل جميع اللاعبين لهم نفس المرتبة في قلوب الجماهير، هناك لاعبون ينقشون حبهم في القلوب لا يمكن للزمن أن يتجاوز تاريخهم، تبقى منجزاتهم خالدة لا ترتبط بموعد اعتزالهم.
لا يمكن أن تتحدث عن تاريخ كرة القدم في السعودية، دون أن تتوقف أمام مسيرة كابتن المنتخب السعودي أسطورة نادي الشباب فؤاد أنور، هذا اللاعب الذي خلع قميصه في عام 2000م بعد مشوار حافل من المنجزات على صعيد جميع المنتخبات السعودية وناديه الليث سيد المنصة في التسعينيات الميلادية، من سوء حظ الجيل الحالي من الجماهير أنهم لم يشاهدوا هذا النجم يركض في الملاعب.
"فؤاد الأخضر" هذا اللقب الممتزج بالروح والوطن، استحقه "فؤاد أنور"؛ لأنه كان مقاتلاً برتبة جندي في معركة، شجاع يرفض الخسارة لا يستسلم للهزيمة حتى الثانية الأخيرة، كل بقعة عشب في المستطيل الأخضر يسقيها من عرق جهده، يغادر الملعب وملابسه البيضاء متسخة بمزيج العشب والطين، وكأنه بعزيمته حفر الأرض قبرًا لخصومه.
من ينسى هذا الفؤاد وهو يقفز فوق الطواحين الهولندية في كأس العالم 1994م؛ ليسجل أول هدف سعودي في المونديال، وكأن التاريخ في تلك اللحظة كان عادلاً لا يريد أحدًا غيره أن يكتب السطر الأول في كتاب منجزات المنتخب السعودي العالمية.
لا يبقى إلا أن أقول:
هذه المساحة الضيقة تقف عاجزة أن تسرد جميع محطات ومنجزات "فؤاد أنور"، في رياضة الوطن، هو كتاب في كل صفحة وسطر موطن تسكنه منصة الذهب، تربع على عرشها بطلاً شامخًا بروحه.
اليوم الجمعة في ملعب الأمير فيصل بن فهد، موعد الوفاء لهذا النجم الكبير، يستحق منا الحضور لكي نقول له شكرًا يا "فؤاد الأخضر".
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل الجماهير الرياضية سوف تكتب اليوم لوحة الوفاء في وداع فؤاد أنور؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..