خابت التوقعات في أن تحدث خسارة الهلال من القادسية، وخروجه من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، ردة فعل هلالية تتسارع معها الخطوات الإدارية والفنية، في محاولة لإنقاذ الفريق الأول لكرة القدم، المتوفى دماغيًّا ودخل ما يسمى "غيبوبة ما بعد آسيا".
ولكن على العكس تمامًا، فكل المؤشرات لا تدل على ما يوحي بوجود حراك هلالي جدي، وأعني به هنا ما تقوم به الإدارة الهلالية، على مستوى الانتدابات الخارجية، التي ربما تساهم بالفعل في إنقاذ جزئي للفريق الميت، الذي أصبح رهينة لتقلبات ومزاجية المحترف المحلي، بقيادة سلمان الفرج وياسر الشهراني الغائب منذ سنة عن مستوياته الطبيعية، دون وجود أسباب وجيهة.
وبعيدًا عن نتائج مواجهة أمس أمام الرائد في الجولة التاسعة عشرة للدوري السعودي للمحترفين، ظل الفريق الهلالي يدفع ثمنًا غاليًا؛ لأخطاء إدارته برئاسة الأمير نواف بن سعد، ومدربه الأرجنتيني رامون دياز الذي احتاج لأكثر من شهر ليستوعب أن فريقه ليس في أفضل حال، وأظنه سيحتاج إلى ثلاثين يومًا أخرى في ترتيب ولملمة أوضاعه "المنتهية"، حينها تكون الطيور قد طارت بأرزاقها وتركت لدياز وابنه الحسرة والندم.
حتى الإدارة "الصامتة أكثر من اللازم"، كانت تدير الأمور بكثير من الأخطاء والبدائية، وفشلت في إبرام التعاقدات مع المحترفين في أوقات مناسبة، على خلاف أقرانها في الأندية الأخرى أو لنقل الفرق التي تنافس الهلال على بطولة الدوري.
ولك أن تتصور أن الفريق لعب أولى مواجهاته الدورية بعد التوقف دون أجانبه، الذين أعلنت الإدارة التعاقد معهم أخيرًا، بعد شد وجذب كان أشبه بالولادة القيصرية، تشبه إلى حد كبير طريقة الفريق في تسجيل الأهداف هذا الموسم.
ولم تشفع احتياجات الفريق الأول لكرة القدم المعروفة مبكرًا بفعل إصابة نواف العابد والسوبر البرازيلي كارلوس إدواردو في حث إدارة الهلال النائمة بالتعجيل في إتمام الصفقات، بما يخدم الفريق ويخرجه من نفقه المظلم، الذي لا أتوقع فيما استمرت الأمور على ماهي عليه أن يكون الهلال قادرًا على المحافظة على صدارته المرتعشة في الدوري، خاصة بعد زحف الأهلي المثير في الجولات الماضية.
وعلى الرغم من الوضع الرديء، الذي كان عليه الزعيم فنيًّا وإداريًّا، إلا أن جماهيره اصطدمت بـ"شبيحة" دياز والإدارة على شبكات التواصل وتويتر، الذين كانوا يدافعون عن الاثيين معًا، جعلوا من أي انتقادات لإدارة ابن سعد ودياز وكأنها من المحرمات التى لا يجوز الحديث عنها أو الاقتراب منها. وهو أمر سلبي للغاية، دفع الإدارة والمدرب الأرجنتيني إلى الركون وعدم استيعاب المرحلة الخطرة التي يمر بها الفريق الهلالي، وقذفت به خارج المنافسة في كأس الملك، ووضعته مهددًا بفقدان صدارته الهشة في الدوري في أشد مراحل المنافسة وأهمها على الإطلاق.
بقي أن أشير إلى أن عدم حسم صفقات الشتاء في وقت مبكر، يجعل من الحديث عن عودة سريعة للزعيم وقدرته على المحافظة على لقبه، مجرد استهلاك ومضيعة للوقت، لا أقل ولا أكثر.