ربما نتفق بأن المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد، هو الشخصية القيادية الأفضل في تاريخ الرياضة السعودية، ويكفي لإدراك هذه الحقيقة أن نتذكر أن أهم منجزات الرياضة ومعظم منشآتها تمّت في عهد الرجل القوي، الذي كان يقود المشهد وحيدًا؛ لأنه يستطيع ذلك، لكنه رحل في عزّ شموخه وعنفوانه، وهو يشرف بنفسه على نجاح البطولة العربية في الأردن؛ فكانت فاجعتنا كبيرة والخسارة أكبر؛ لأن القدر لم يمهل القيادي الراحل لبناء "إدارة المستقبل".
بعد عقدين من الزمان، جاء معالي المستشار "تركي آل الشيخ" ليعلن للملأ إعجابه وتأثره بشخصية "فيصل بن فهد"، ويستلهم من سيرته الكثير من القرارات الصارمة والحازمة والجريئة، التي كانت بعيدة كالأحلام؛ فأصبحت واقعًا نعيشه اليوم، لكن "رجل المرحلة" يقود المشهد وحيدًا مثلما كان يفعل مؤسس النهضة الرياضية السعودية، ولأن نجاحات "أبو ناصر" قد تنقله إلى منصب آخر، فإن أهم إنجازاته للرياضة السعودية ستكون إنشاء "إدارة المستقبل".
استخدمت كلمتي "بناء وإنشاء" قاصدًا الاختيار لأن الأمرين مكملان لبعضهما بعضًا، والأمل أن نبدأ الرحلة الفعلية للاستثمار في الكوادر البشرية الشابة المتخصصة في مجالات الإدارة الرياضية المختلفة "القانون والتسويق والمالية والاستثمار والإعلام وغيرها"، فقد تخرّج عدد جيد من الشباب من جامعات عالمية في المجالات المذكورة، ويدرس أعداد أكبر في جامعات أكثر وأشهر، ولكن معظمهم سيعود إلى المجهول باحثًا عن نقطة البداية، بينما البداية يفترض أن تكون تحت قبة "الهيئة العامة للرياضة"، التي أتمنى أن تقوم بحصر جميع الشباب المتخصصين، وتبدأ بإعداد قاعدة بيانات خاصة بهم، يتم من خلالها توزيعهم حسب التخصصات والقدرات والخبرات وغيرها، بحيث يمكن تحويلهم للوظائف المناسبة ومتابعتهم والاستمرار في توجيههم والاستفادة منهم في صناعة "إدارة المستقبل".
تغريدة tweet:
سيبقى قلمي وفيًّا للشباب الذين دفعهم شغفهم للتخصص في المجال الرياضي، ويشرفني أن عددًا كبيرًا منهم يتواصلون معي أثناء دراستهم وبعد تخرجهم، وقد قطعت على نفسي عهدًا بتكرار الحديث عنهم، والتأكيد على أهميتهم لمستقبل حركتنا الرياضية، ويقيني أن نهضة الرياضة السعودية مرتبطة بالاعتماد على سواعد أبنائها، وأن الرياضة أصبحت علمًا متخصصًا؛ ولذلك نحتاج إلى نقل أفضل أنواع المعرفة الرياضية من خلال المبتعثين المتخصصين في المجالات الرياضية المختلفة والاستثمار فيهم، وعلى منصات إدارة المستقبل نلتقي،،