|


عبدالرحمن الجماز
«ماجد.. وينه»؟!
2018-01-24

 



 



منذ الإطاحة بالأرجنتيني باوزا مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، قبل شهرين وبعد 53 يومًا فقط من توليه المهمة، غاب مدير المنتخب ماجد عبد الله عن المشهد تمامًا، وسط توقعات عدة واجتهادات واسعة عن الأسباب الحقيقية التي تسببت في اختفاء ماجد عبد الله، وابتعاده بتلك الصورة المثيرة للتساؤلات.



ورغم محاولات بعضهم المستميتة للتهوين من ذلك الغياب، ووصفه بالأمر العادي أو تبريره بانشغال الكابتن ماجد بما هو أهم، إلا أنها لم تنجح في تبديد مخاوف محبي الأسطورة النصراوية حول الحقيقة الكاملة للاختفاء المتواصل، وعن إذا ما كان قسريًّا أو إراديًّا، أو نتيجة ظروف قاهرة أو بهما معًا.



وسيظل الحديث عن قدرات ماجد عبد الله الإدارية والتشكيك بها محل جدل ولن ينتهي، ليس عند ممن لا يعشقونه كلاعب، بل عند محبيه والمستميتين، الذين لا يذيعون سرًّا، وهم يعترفون بوجود فروقات هائلة بين ماجد اللاعب والهداف التاريخي للنصر. وبين ماجد "الإداري" صاحب التجربة الضعيفة، وهو كلام يتكرر كثيرًا كلما كان الحديث عن ماجد، ومنذ إعلان توليه منصب مدير المنتخب السعودي في الفترة التي صاحبت الإعداد لتجهيز الأخضر لخوض غمار منافسات المونديال العالمي في صيف هذا العام 2018 في روسيا.



ولا شك، فإن غياب ماجد عبد الله وابتعاده في أكثر المناسبات أهميةً على صعيد المنتخب السعودي، وحصر التواجد والظهور على نائبه عمر باخشوين، سيكون  مثيرًا للأسئلة، ويخلط الأمور في هذه المرحلة التي تتطلب تركيزًا وجهدًا على غير المألوف، لا أرى ماجد في مثل هذا الوضع شخصًا مؤهلاً للقيام بمهامه على أكمل وجه.



وأيًّا تكن تلك المبررات أو الظروف، فهي ليست مبررًا كافيًا لصمت الاتحاد السعودي لكرة القدم، المطالب في واقع الأمر بكشف ملابسات الغياب الطويل لمدير المنتخب، في أهم فترات الإعداد وأكثرها حساسية وخطورة للأخضر السعودي.



وأعتقد جازمًا أن الدكتور عادل عزت مطالب أكثر من غيره بتبيان الحقيقة التي لا لبس فيها، وإيضاحها للشارع الرياضي؛ فلا شيء أهم من الأخضر، لا ماجد ولا غيره.



بقي أن أشير إلى أن من حق الجماهير أن تعرف كيف يدار المنتخب في هذه المرحلة التاريخية، وهل من يتسلمون مسؤوليته موجودون وقادرون بالفعل على أداء مهامهم على أكمل وجه، وليس كما يفعل ماجد الآن.