لم تكن أهلية اللاعب السعودي للاحتراف خارجياً عائقاً، لأن يجرب على الأقل حظوظه فهو يتمتع بالموهبة وشغوف بلعبة كرة القدم ويتطلع لأن يجاري البارزين في ملاعب العالم ويزاحم نظراءه من العرب والأفارقة والآسيويين لكنه كان لا يجد المخرج المناسب المؤدي إلى هذا الطريق.
بالغنا كثيراً في تزكية بعض الأسباب لدرجة أن غم علينا وفقدنا إيجاد الحلول، كان أهم ما اتفقنا عليه أن اللاعب السعودي يتقاضى أجوراً مالية لن يحصل على مثلها في ملاعب أوروبا وهو سبب كافٍ لأن يتراجع اللاعب عن التفكير في اتخاذ هذه الخطوة مهما كان طموحه. هذا صاحبه عقبة أخرى وهي أننا لم نجد مَن يمكن له أن يحل هذا اللغز.
تطوير اللاعب من خلال نقله إلى شريحة أعلى وليس جعله أفضل لاعبي شريحته الأدنى نظرة استراتيجية تتجاوز الحصول على الممكن إلى ما كان صعباً أو غير ممكن ومن ذلك فإن الأمر كان يحتاج إلى قرار صعب لا يمكن أن يتخذه إلا مَن يملك الجرأة ويتحمل مسؤولية ما يترتب عليه ومن ذلك كان الحل عند هيئة الرياضة المحظوظة برئيسها المستشار تركي آل الشيخ.
فكرة إعارة لاعبين إلى الليجا الإسبانية مهّد لها أولاً باتفاقية هندست بنودها بالشكل الذي يمكن معه أن تتحقق أفكار كثيرة تخدم تطوير اللاعب السعودي وتوسع من انتشاره وبالتالي كان من السهل تكييفها بحيث يدخل تسعة لاعبين مباشرة في الدوري الإسباني خلاف ما لهذه الاتفاقية من فرص إفادة متنوعة ومتعددة أخرى، عادة اتفاقيات التعاون أو الشراكة التي أبرمتها وتبرمها جهات عدة، سابقاً وحالياً، لا نلمس مباشرة أثراً لها عكس ما نعيشه حالياً مع الهيئة، وهذا يضاعف من ثقتنا ويطمئننا أكثر.
في الأشهر التي يلعبها المعارون التسعة خاصة الثلاثي سالم وفهد ويحيى، ستتحقق مكاسب كثيرة للثلاثي وأنديتهم وللمنتخب أو بتقدير آخر سترجح بما يعتقد أنها خسائر، بعيداً عن كل ذلك سيحمل التسعة رسالة إعلامية وفنية لا يستهان بها، لكن في المرحلة المقبلة نحن في انتظار أن يذهب إلى هناك من هم تحت العشرين وعندها سيكون للكرة السعودية ممثلون دائمون في ملاعب العالم.