جبل شامخ هامته عالية، يعانق السحاب، يلبس الخضرة، يتنفس الضباب رائحته شجرة البن، إنه "طلان"، بُعد المسافة لم يحرمه من أن يغازل الفاتنة التي تنام بالبحر جزيرة رمالها كحبات اللؤلؤ وفي الماء زرقة وصفاء، تجعلك منبهراً من ألوان الطبيعة التي يتزين بها المرجان، والأسماك تتراقص حوله وكأن المد والجزر فيها سيمفونية كتبتها الأمواج، لا أحد غيرها الجزيرة الساحرة "فرسان".
وفي السهول مزارع القمح تتدلى سنابلها بحبات من ذهب ورمال معجونة بهتان المطر، فيها الوادي يجري كشريان الجسد يصل الجبل بالبحر.
هي "عروس الجنوب" هي الأرض البكر هي عذراء الطبيعة هي مهبط الثقافة وموطن الشعر الفصيح هي الجميلة المتزينة بالفل والكادي رائحة الجسد، لا أحد غيرها حبيبتي "جازان".
اليوم هي قِبلة الشتاء تتجه لها الأفئدة المرتعشة من البرد لتحتضنهم بدفء في مهرجانها السنوي "جازان الفل مشتى الكل".
هل تشعر بالبرد وتحتاج إلى حضن "يدفيك"؟!
أهلاً بك في جازان، اليوم قلوبنا لك سكن، وامنح نفسك الفرصة لتكتشف جمال الوطن في هذه الأرض، نختصر لك الوقت في السفر والترحال جبل وسهل وبحر في مكان واحد، كل مكان ينفرد بطبيعته الساحرة وسط أجواء دافئة في الشتاء.
أختصر لك الحكاية، تتذكَّر عندما كنت طفلاً وأنت في قاعة الدرس كنت ترسم تلك اللوحة التي يرسمها كل الأطفال... جبل يخترقه وادٍ يتجه إلى البحر وشمس لحظة غروبٍ خلف الجبل أشعتها تنعكس مع الأمواج الراقصة... أنت كنت ترسم "جازان" دون أن تشعر، هذه هي تحتضن كل ألوان وتضاريس الطبيعة كألوان لوحتك... حان الوقت لكي تبعث الحياة في تلك اللوحة التي رسمتها في طفولتك وتعيشها بجسدك في "جازان".
لا يبقى إلا أن أقول:
الأرض "جازان" والإنسان "محمد" كالجسد والروح، تشعر أن المكان ينبض بالحياة عندما يكون فيها المسؤول أميراً بأخلاقه.
ما يمنح جازان اليوم في الشتاء الجاذبية غير طبيعتها، هو حيوية أميرها بالنيابة الشاب محمد بن عبد العزيز، وهو يستقبل ضيوف المهرجان بنفسه، خلع بشته ليطوف بين الناس، واحد منهم ينصت إلى مطالبهم، ويتحسس احتياجاتهم مترجماً توجيهات القيادة.
المسؤول تزداد قيمته في قلوب الناس كلما اقترب منهم دون أي حواجز، لله درك يا "محمد" ماذا فعلت في جازان؟
والإنسان هناك يحبك كل هذا الحب!
شيء جميل عندما ينزل المسؤول بنفسه إلى الميدان ويضع يده في يد الشباب ويشجعهم ويدعمهم ويحفزهم على بناء الوطن، هذا الأمير الشاب منذ يومه الأول شمَّر عن ساعده ليبني التنمية في جسد الإنسان بجازان قبل الأرض يسابق الزمن بهمة عالية.
بالمختصر الأمير "محمد بن عبد العزيز" هدية سلمان الحزم لجازان ورؤية محمد بن سلمان بأن المستقبل في عزيمة الشباب.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل لك في هذا الشتاء حضن "يدفيك" غير "جازان"؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.