|


إبراهيم بكري
القيافة تعطل تطور الأندية!
2018-01-17

 

 

 

 

لكل نجاح طريق يسلكه صاحبه خطوة خطوة.. حتى يصل لتحقيق هدفه.

 

وفي الرياضة السعودية هناك كثير من التجارب الناجحة بالأندية في مختلف الأصعدة، على سبيل المثال الاستثمارية أو الفنية بالتعاقد مع المدربين واللاعبين الأجانب.

 

الأندية تسترق السمع فيما بينها، كل ناد يراقب الآخر ويقلده في نفس المسار؛ على أمل أن يتذوق طعم نجاحه بتكرار نفس تجربته.

 

تستطيع أن تقول إن أنديتنا تدار بأسلوب "قصاص الأثر"، وكأن "القيافة" تجسد فلسلفة الإدارة الرياضية بالسعودية، كل ناد يتقفي أثر منافسه، يراقبه أينما ذهب ليمشي على خطاه.

 

هناك كثير من الشواهد في هذا الجانب، عندما بدأت طفرة الرعاية الرياضية، الأندية الكبيرة جميعها تعاقدت مع شركات الاتصالات كراعٍ رسمي، ونفس الأمر سلمت هذه الأندية رقبتها الاستثمارية لشركة صلة؛ لتحتكر مسؤولية التسويق وتقدم للأندية فرصًا معلبة "نسخ لصق" الأفكار الاستثمارية نفسها، كل ناد يقتص أثر منافسه.

 

أي ناد يتعاقد مع مدرب أو لاعب أجنبي من جنسية معينة ويحقق نجاحات، تبادر الأندية المنافسة على توجيه بوصلة تعاقدها لنفس الدولة؛ على أمل أن تحقق نجاحات مشابهة.

 

هالأيام موضة اللاعب الأجنبي العربي، تحرص عليها معظم الأندية بعد نجاح تجربة المحترف السوري عمر السومة، خلال الموسمين الماضي والحالي، شارك عدد كبير من المحترفين العرب في الدوري السعودي للمحترفين؛ من أجل استنساخ تجربة السومة. 

 

وفي الجانب التدريبي نجاح المدرب الأرجنتيني دياز في الهلال، شجع منافسه النصر على التعاقد مع مدرب يحمل نفس الجنسية، والأمر تكرر في الفيحاء مدرب أرجنتيني لقص أثر دياز في الهلال. 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

ليس عيبًا أن تقلد الأندية تجارب منافسيها الناجحة، لكن من المهم أن يكون في كل ناد خطط واستراتيجيات تبنى على إمكانيات النادي المالية والفنية، ما ينجح في ناد قد لا ينجح في الآخر؛ بسبب التفاوت في القدرات البشرية والمالية.

 

تقفي الأثر في وسطنا الرياضي يجعل التطوير بالأندية يسير ببطء كالسلحفاة، ومن أهم الأسباب التي تجعل الأندية تلجأ إلى تتبع خطوات منافسيها هو عدم التفرغ الإداري، من يعملون في الأندية لا يملكون الوقت لشق طرق جديدة، يسيرون على الطرق المعبدة التي سلكها غيرهم، كل ناد يقتص أثر منافسه.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل: 

 

هل قص الأثر في أنديتنا يعطل تطورها بسبب تكرار تجارب متشابهة؟!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.