|


إبراهيم بكري
إنتاج لاعب كامل الدسم!
2018-01-15

 

 

 

 

الأندية السعودية أصبحت غير قادرة على إنتاج لاعب كامل الدسم، موهوب غني بالفيتامين والطاقة؛ ليغذي فريقه بالقوة لتحقيق البطولات.

 

صلاحية اللاعب السعودي في الملاعب بسبب عدم الانضباطية لا تختلف عن اللبان في أرفف سوبر ماركت محدود الصلاحية عمره قصير، والمقصد هنا السنوات التي تقاس بالعطاء والجهد وليس البقاء من أجل شفط جيوب الأندية دون أي مردود فني، مقابل ما يتقاضاه من عقود مليونية قامرت بها الأندية على منتج رخيص فنيًّا.

 

عندما تحلل اللاعب السعودي المحترف من جميع الجوانب الفنية، البدنية، اللياقة، والنفسية تجده قليل الدسم أو منزوعًا منه كل شيء، يتعلق بفنون كرة القدم مجرد لاعب عادي لا طعم له ولا رائحة.

 

شركات الألبان تلتقط منتجاتها الكاسدة التي لم تشتر وانتهت صلاحيتها من الأرفف لتعيد تدويرها بصناعة الأجبان، الوضع لا يختلف في الدوري السعودي للمحترفين، نسبة كبيرة من اللاعبين كل موسم، يوقعون عقدًا احترافيًّا مع نادٍ جديد، هذه البضاعة الكاسدة كانت حليبًا، وأصبحت أجبانًا تغير شكلها بشعار الفريق الجديد، لكنها كما هي من دون أي فائدة فنية، لاعب منتهي الصلاحية من تاريخ إنتاجه لا قيمة لإعادة تدويره أو تسويقه.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

صناعة اللاعب لا تختلف عن أي منتج داخل مصنع الاهتمام بجودة المواد الخام لا تنتظر بقرة حلوبًا، وأنت تهمل تغذيتها ورعايتها حتى الأبقار المدللة تشعر بأن لون زبدتها كسبيكة الذهب.

 

معظم الأندية لا تهتم بالفئات السنية، تصرف عليها فتات ميزانيتها وتتعاقد مع المدربين العاطلين بثمن بخس، والمحصلة لاعب لم يتم تأسيسه فنيًّا وتكتيكيًّا، وهو صغير السن ليكبر في الفريق الأول تجده يتحرك بالملعب ويركض بالكرة وكأنه مصاب بالمس، لاعب يرقل مرتجفًا لا يملك الثقة.

 

الفئات السنية الابن غير شرعي لمعظم أنديتنا دون أي أب يرعاها أو رئيس يحتضنها، ومن أجل تطوير الرياضة السعودية نحتاج إلى مشروع من الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير الفئات السنية؛ لأنها هي المستقبل والثروة التى لم نستثمرها.   

 

قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل: 

 

لماذا اللاعب السعودي المحترف منتهي الصلاحية فنيًّا؟!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.