|


د. حافظ المدلج
السماح والإلزام
2018-01-13

 

 

صدر القرار الأول للسماح بتسجيل اللاعب غير السعودي في الأندية السعودية عام 1977م، وأعلم أن غالبية الجماهير الرياضية لم تولد في وطن 70% من سكانه تحت سن العشرين؛ ولذلك أرغب في إثارة غيرتهم بأننا استمتعنا بوجود "ريفالينو" في ملاعبنا، وهو أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مرّ التاريخ، وقتها كان عدد الأندية ثمانية، وكان النظام وقتها يسمح بتسجيل لاعبين محترفين غير سعوديين لكل نادٍ، تمّ اختيارهم بعناية جلبت نجومًا رائعين لا يتسع المجال لذكر أسمائهم، فلم يكن هناك حاجة إلى توضيح الفرق بين "السماح والإلزام".

 

بعد ذلك تم السماح بتسجيل ثلاثة نجوم وزاد عدد الأندية لعشرة، ثم لأثني عشر ناديًا وبدأت نوعية النجم الأجنبي تتراجع وسط الاهتمام بالكم؛ لأن معظم إدارات الأندية ظنت أنها ملزمة بتسجيل ثلاثة أجانب، فتراجع مستوى الدوري وتزايدت الالتزامات المادية التي أرهقت الأندية، فصدر قرار قوي بمنع التعاقد مع اللاعب غير السعودي لعدم التفريق بين "السماح والإلزام".

 

وبعد عدة مواسم، عاد المحترف غير السعودي لملاعبنا، ثم صدر القرار التاريخي باحتراف اللاعب السعودي عام 1992م، وبدأنا رحلة ذهبية أخرى تأهل فيها منتخبنا الوطني، وأبدع في كأس العالم 1994 وحقق كأس أمم آسيا 1996؛ لأن أنديتنا وقتها استوعبت الدرس وبدت أكثر حرصًا في الاختيار المفيد للدوري ونجوم المنتخب، بتفريقها بين "السماح والإلزام".

 

ومع انطلاق دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة 2008م، رغب الاتحاد الآسيوي في تطوير كرة القدم الآسيوية، وسمح للأندية بالمشاركة في ذلك الدوري بتسجيل لاعب آسيوي، إضافة للأجانب الثلاثة، ومن باب العدالة في الدوري السعودي سمح لجميع الأندية بتسجيل الآسيوي الرابع، وطغى حينها الكم على الكيف؛ فتناقصت الاستفادة من النجم غير السعودي، وتراكمت الديون والقضايا مع عشوائية الاختيار، ولم ينجح منتخبنا في التأهل لكأسي العالم 2010 & 2014، والسبب باختصار أن أنديتنا لم تستوعب الفرق بين "السماح والإلزام".

 

تغريدة tweet:

 

ومع الثورة الجديدة التي يقودها معالي المستشار "تركي آل الشيخ" بهدف خفض تكلفة النجم السعودي ورفع مستوى الدوري، صدرت قرارات متوالية بزيادة عدد النجوم غير السعوديين حتى سبعة بالإضافة للمواليد، فأصبح بعضهم يتساءل عن مصير نجوم المنتخب الذي سيلعب كأس العالم بعد عدة أشهر، وكيف سيجدون مكانًا لهم بالفريق إذا لعب الفريق بلاعب مواليد وستة أجانب وسابع على الدكة، في فريق كالهلال يلعب تسعة من نجومه في المنتخب؟ ولأنه سؤال مهم سأجيب عنه في المقال القادم، وسأكتفي بالتأكيد على أن الاتحاد يسمح ولا يلزم الأندية بالتسجيل، وعلى منصات السماح نلتقي،،