|


إبراهيم بكري
لماذا لا يهبط الأهلي؟!
2018-01-11

 

 

تعامل المسؤول مع الجماهير الرياضية من الأمور المعقدة؛ بسبب مواجهة شرائح مختلفة لا تتشابه في التفكير والوعي.

 

المشجع عاطفي وتهمه مصلحة ناديه، وإن أي قرار يصب في مصلحة فريقه معنويًّا أو ماديًّا فسوف يجعله يرى المسؤول الرياضي يقوم بدوره على أكمل وجه والعكس صحيح، عندما يمارس المسؤول نفسه الصلاحيات نفسها مع فريق منافس، سوف يتغير رأي المشجع ويتهم المسؤول بأنه متحيز ويجامل هذا النادي.

 

لا يخفى على أحد أن العلاقة بين معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ والمدرج الأهلاوي، تعيش مرحلة من الفتور وعدم الوفاق، جمهور الراقي لا يروق لهم نبش المسؤول الأول بأعلى سلطة رياضية أوراق قضية الحارس محمد العويس، بعد أن كانت حبيسة الأدراج، والتي كشفت تورط الأهلاويين في قضية فساد رياضي.

 

نتائج تحقيقات هيئة التحقيق العام في هذه القضية هزت الوسط الرياضي بتورط الأطراف الأهلاوية ككيان، عضو شرف، ولاعب بفعل الجرم المخالف للوائح والأنظمة، وكانت تتجه القضية إلى عقوبات صارمة يدفع فيها المذنب ضريبة خرقه للقانون.

 

حلت القضية بتدخل الهيئة العامة للرياضة بالصلح بين الأطراف المتنازعة وتعويض نادي الشباب بـ ٢٠ مليون ريال، واعتذار الإدارة الأهلاوية في بيان عن ارتكابها الفساد في صفقة التعاقد مع الحارس محمد العويس بطريقة غير مشروعة.

 

معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ كشف في لقاء برنامج كورة، أن عقوبات قضية الحارس محمد العويس يفترض أن تكون شطب اللاعب أو إيقافه لفترة طويلة، إلى جانب هبوط نادي الأهلي لدوري الدرجة الأولى، وشطب اللاعب تيسير الجاسم.

 

حبس القرار الجريء في أدراج مكتب المسؤول ومنح الأهلاويين هذا العفو والتسامح من أعلى سلطة رياضية، قد يكون له مسبباته التي نجهلها خاصة في ظل الحرص على توفير بيئة محفزة لاستقرار الرياضة السعودية في الوقت الراهن؛ لضمان عدم التأثير سلبيًّا على المنتخب المشارك بكأس العالم في روسيا الصيف المقبل.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

المسؤول يجلس على كرسيه وكأنه على قمة جبل يرى كل الجهات ويتسع أفقه أكثر من أي شخص آخر، لا يشاركه هموم المسؤولية.

 

بعد نظر المسؤول يقوده لاتخاذ قرارات قد تكون عكس تيار اللوائح والأنظمة، تكمن في تفاصيلها أمور تخفى عن الجماهير الرياضية؛ لأنه يرى ما لا نراه وهو في موطن المسؤولية التي تمنحه قراءة المشهد بصورة لا تتحكم فيها ما تشتهيه عاطفة الجماهير الرياضية مع أو ضد عقوبة النادي المذنب.

 

القانون المكتوب على الورق جسد جامد لا قلب له ولا روح، لا يهتم بالعاطفة، يحرص فقط على عقاب مرتكب الجرم بعقوبة رادعة له ولغيره؛ لكي لا يتكرر الفعل المشين مرة أخرى، القانون كان يريد هبوط الأهلي لدوري الدرجة الأولى لكن المسؤول صاحب السلطة يعتقد أن المصلحة العامة تتطلب العفو والتسامح في ظروف استثنائية لن تتكرر مستقبلاً، بغض البصر عن معاقبة أي ناد مدان.

 

من حسن حظ الأهلاويين هذه المرة أن عنق القانون لوي لمصلحتهم وتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر، لكن الخوف أن يكون عدم تطبيق العقوبة هذه المرة لا يردع الأهلاويين أنفسهم والأندية الأخرى، ويستمر خرق اللوائح والأنظمة في الرياضة السعودية مستقبلاً لأنهم يتوقعون عفو وتسامح صاحب القرار سوف يشملهم أسوة بعدم معاقبة نادي الأهلي بقضية الحارس محمد العويس.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل: 

 

هل عدم هبوط الأهلي لمصلحة الرياضة السعودية أم ضدها؟!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.