النرويجي دان أولويس شخَّص "التنمّر"، بأنه تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت إلى الأفعال السلبية من فرد واحد، أو مجموعة من الأشخاص، ويجسد العمل السلبي بأنه عندما يتعمد شخص إصابة أو إزعاج راحة شخص آخر، من خلال الاتصال الجسدي، أو من خلال الكلمات أو بطرق أخرى.
"التنمّر الإلكتروني" في مواقع التواصل الاجتماعي، يجسد اليوم هاجسًا مقلقًا على الاستقرار النفسي لكل شخص، في ظل زيادة عدد الضحايا في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وفقًا لتقرير نشر بموقع الأمم المتحدة، تحت عنوان "التنمّر الإلكتروني وآثاره على حقوق الإنسان"، كشف عن أن ما يصل إلى 7 من كل 10 شباب قد تعرضوا إلى الإساءة عبر الإنترنت، ووجد التقرير نفسه أنَّ أولئك الذين يناقشون السياسة والرياضة على الإنترنت، هم الأكثر عرضة لتلقي إساءة على تلك المنصة؛ ما يسلط الضوء على ثقافة التعصب وعدم الاحترام تجاه عدم تجانس الآراء.
التنمّر في الرياضة السعودية له مسببات كثيرة، من أهمها التعصب الرياضي وعدم تقبل الرأي الآخر. الجماهير بمختلف ألوانهم يرفضون نقد ناديهم أو مناقشة أي قضية تخص فريقهم؛ لأنهم يعتقدون أن أي شخص لا يكون في صف ناديهم في الحق والباطل معًا، فهو عدو لهم ولا يحق له أن يقول رأيه المخالف لهم، حتى لو كان يقول الحقيقة والرأي الصواب.
لا يبقى إلا أن أقول:
الإعلاميون الرياضيون في الصحف أو البرامج الرياضية، هم أكثر ضحايا "التنمّر الإلكتروني" في رياضتنا، يتعرضون بشكل مستمر للأفعال السلبية بصور مختلفة من الجماهير المتعصبة رياضيًّا.
الإعلامي الرياضي عندما يطرح رأيه بشكل غير مقبول يعاقب بالقوانين والأنظمة، لكن لا أحد يحميه عندما يعبر عن رأيه بصورة منطقية من المتنمرين في مواقع التواصل الاجتماعي.
يقع على عاتق رئيس اتحاد الإعلام الرياضي الزميل رجاء الله السلمي وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة لشؤون الشباب، مسؤولية كبيرة في تشريع قوانين تحمي الإعلاميين الرياضيين من "التنمّر الإلكتروني" في مواقع التواصل الاجتماعي من الجماهير الرياضية، بتدشين ورش عمل تستهدف مختلف الشرائح الرياضية من الإعلام والجماهير؛ لتعزيز ثقافة احترام الرأي والاختلاف، وليس الخلاف.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
من المسؤول عن تنمّر الجماهير ضد الإعلام الرياضي؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..