|


سامي القرشي
مفلوت ينازل مربوط
2017-12-18

 

 

 

كرة القدم ليست معقدة كما يعتقد بعضهم، بل إن بناء فريق بطل هو أسهل عمل في كرة القدم على الإطلاق، والأمثلة على هذا كثيرة، أندية عربية وأوروبية تم بناؤها من العدم لترفع البطولات بعمر الولادة.

 

أنا لا أبسط الأمور ولكنها الحقيقة، والمال كفيل بكل شيء، لتبقى الجماهيرية هي أصعب ما يمكن الوصول إليه؛ لأن المال لا يصنعها، وهو ذات الأمر الذي عاصرناه كثيرًا مع فرق أبطال لم تحقق الجماهيرية.

 

سيقول أحدهم إن الفكر هو الأهم، وهذا أيضًا يحققه المال، فمن يملك المال يستطيع جلب العقول؛ فالثري صاحب الذوق الرديء ليس مضطرًا أن يختار ملابسه، بل يوظف صاحب ذوق يختار بدلا عنه.

 

إذا نحن أمام حقيقة أن المال يستطيع جلب المواهب والفكر ومعهما الإعلام أيضًا، ومن يفشل في إثبات هذه المعادلة؛ فالمؤكد أنه اختار صنع خبزه الرديء بنفسه بدلاً من إعطائه "خبازه" وإن أكل نصفه.

 

ولذلك، الكارثة حينما تحل على أي نادٍ فهي حتمًا لن تكون بخسارته للبطولة؛ لأن البطولات تعوض، بل في فقده موارده المالية أو عقود رعايته؛ الأمر الذي حتمًا سيحوله من نادٍ منافس إلى فرح بخامس.

 

الأندية تصعد وتهبط بالمال، ولنا في الاتحاد والشباب دليل؛ فجماهيرية الاتحاد وتاريخه لم يمنعا أفول نجمه، بل لم تنفع الشباب هالته الإعلامية المصنوعة سابقًا ليصبح الآن هامشيًّا وفي طي النسيان!.

 

في أوروبا أين هو ميلان؟ وكيف أصبح البلوز والسيتي يشار لهما بالبنان؟ وما عدا ذلك إنما حالات استثناء لا تعمم على واقع يقول، كل ما تحتاج إليه هو ملياردير فيه مس من جنون الكرة ليصنع فرحة ملايين.

 

وحتى على مستوى الطموحات وتحقيق الأهداف، يظل المال هو الوسيلة الوحيدة لذلك، ومن يخفق في هذا فهو لم يسخر المال كما يجب، أو أن المنتصرين ضخوا من الأموال ما يفوق "أحلام" الخاسرين!.

 

الأهلي والهلال على سبيل المثال، حقق الأول الدوري الذي أعطى لخبازه "صلاحيات ومالاً وإدارة ومدربًا"، وفشل الآخر في هدفه "الآسيوي" مع وجود المال، وبدلاً عن لوم "قبطان" أعلنوا أن الحظ "جبان".

 

نجح الأهلي وفشل الهلال في تحقيق الأهداف المعلنة.

 

حقيقة شاهدها المال وإن أغفلها الإعلام، وما زلت اليوم أقول شح المال سبب في تردي الأهلي، والإصرار على التفرد بالفكر "تطبيلا" سبب إخفاق الهلال.

 

"ماليًّا" نستطيع أن نقول اليوم إن عودة الاتحاد ضرب من جنون ومنافسة الشباب مجرد أحلام، وبقاء الأهلي منافسًا مقاومة غريق، وأما "ثورة" النصر فهي منزوعة فتيل، لشح مال وتماسك عشاق أراه قليلاً.

 

كل شيء مرتبط بالمال، الأهلي يبحث عن داعم خوفًا من فقد داعم، والاتحاد تكبله الديون بعد "بذخ" مؤثر وداعم، والنصر بين مطرقة ديون وسندان بديل ومزاعم، والشباب من بعد خالد ميت ولا أظنه نائمًا.

 

هو الهلال فقط من نظن أن الطريق أصبح سالكًا أمامه لسيطرة قادمة، أظن أن سببها منافسون جردت الأيام كل أسلحتهم لينفردوا دون مضايقة، طريق سالك لخطف النجوم وفقر مالي لخصوم لا تحجبه غيوم.

 

ولهذا نحن نعيش الآن الدوري الأضعف ومنذ سنوات، ولا أظن السبب يخرج عن المال، والذي يعتبر سلاحًا لمن أراد البطولة، تنافس غير متكافئ عنوانه العريض و"المزبوط"... مفلوت ينازل "مربوط".

 

فواتير

 

ـ النادي الكبير لا تترجى جماهيره توقيع لاعب، وحينما تفعل فهي تقزم ناديها، ثم تتحدث عن العظمة!.

 

ـ تقدم مدرب حراس الأهلي بطلب إحصاءات العويس كاملة من الإعلام الهلالي الذي تجاوب مشكورًا!.

 

ـ مهند احتياط وهدفان، خربين أساسي وهدفان، نعتذر للسومة عن المقارنات ولمهند عن فرق المباريات.

 

ـ أثبت تركي العجمة أن المهنية واحترام الذات يقودان إلى الأعلى، فليس بالضرورة أن تكون قذرًا لتصل.