فقط كان بعض ممن تأخذهم الحماسة أو الهوى يرون أن الهلال ابتعد بنقاط الدوري وأن لا منافس له ومعهم آخرون ممن يسمعون إلى مثل ذلك فيرددونه دون وعي أو تبصر في الأمور.
الفيحاء أيقظ الجميع أو لنقل أفسد على بعضهم محاولة جعل الهلاليين يسلمون بأنهم أبطال للدوري من باب إما التخدير فلعل وعسى ألا يحدث ذلك أو من أجل تخفيف وطأته عليهم إن حدث، لكن أيضاً الهلال لا يزال يملك إمكانية المنافسة على تحقيق اللقب ومن ثم المحافظة عليه موسماً ثانياً وهو في ذلك مثله مثل الأهلي والنصر والاتحاد إن أرادوا، فلا تزال هناك اثنتا عشرة جولة "36" نقطة!.
صحيح الهلال أبدى تفرداً في أسلوب الأداء وشكله وظل متماسكاً دون خسارة منذ الموسم الماضي وتجاوز مطب خسارته القارية وهو بما يملك من عناصر محلية وأجنبية نموذج جيد لمن يريد أن ينافس على البطولات، وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن الأمر كان سينتهي على ذلك أو وإن حصل لا يمكن أن يمر دون مصاعب ومنغصات وهاهي قد بدأت بالخسارة المستحقة من الصاعد الفيحاء.
النقاط الست التي كانت على الشجرة طارت منها خمس وبقي أن يحافظ الهلال على الست الأخرى التي أيضاً ليست في يده ومن ثم فإن الأهلي مطالب بأن ينقض على بنك النقاط فلا يفرط في أي نقطة حتى مواجهة الهلال الذي إن صمد إلى ذلك الحين يمكن للأهلي أن يكسر الفارق أو أن يكون لقاء حسم أهلاوياً يستعيد به لقبه الذي انتزعه منه الهلال.
الدوري حرب طويلة وليس معركة خاطفة، وحقيقة لم أطلع على ردود فعل خسارة الهلال خاصة من طرف الذين توجوه ولا من آخرين قد شرعوا في نصب محكمة تبدأ من أين لك هذا لأن جميعهم لابد وإن عرفوا أن ما فكروا به كان أوهاماً وأنهم أخطأوا في القراءة والاستقراء واستعجلوا ملاقاة ما لا يودونه وهذا مفهوم لمن يعرفهم جيداً لكنهم على الرغم من ذلك تجاوزوا في غلطتهم إلى الإساءة للتنافس والمنافسين.
الأجانب الستة بما فيهم حارس المرمى ضيقوا الفوارق الفنية لكن الأمر احتاج إلى وقت حتى يمكن أن تؤتي "الفكرة القرار" أكلها من خانة الانسجام والتفاعل ومعه التغلب على الفروقات في البيئة الاجتماعية والرياضية، بالطبع ليس لكل الفرق ولكن لمن أحسن في اختياراته وأجزل في تعاقداته وأسندها بجهاز فني قدير وتحضير مناسب ومتابعة لسد كل الشواغر، هذا ما فعله الفيحاء الفريق الصاعد الذي أعطى شارة البدء للمنافسين الكبار للعودة لخوض حرب الدوري من جديد!