شيء جميل أن تعود الكرة تتدحرج في أرض جازان، العشب الأخضر عادت له الحياة مرة أخرى بعد سنوات من الحرمان رياضيًّا، المدرجات المسكونة بالصمت ستنفض الغبار لتتزين للجماهير وتحتضنهم بشوق اللقاء ونشوة الفرح.
اليوم في جازان لا شيء يعدل فرح الأهالي بقرار السماح بعودة ممارسة النشاط الرياضي في مدينة الملك فيصل الرياضية بمدينة جيزان.
القصة تعود إلى بداية عاصفة الحزم من باب الاحترازات الأمنية، تم منع الأندية من خارج منطقة جازان من اللعب في أرض الأندية الممثلة لجازان بمختلف الألعاب، تمر الأيام وتعود حركة الطيران لوضعها الطبيعي، ويحدث هنا التناقض في القرارات، الاتحاد السعودي لكرة القدم يرفض سفر الأندية لجازان، في ظل أن الاتحادات الرياضية الأخرى تسمح للأندية باللعب في مدينة الملك فيصل الرياضية بجيزان.
في الوقت الذي كان الرياضيون في المنطقة ينتظرون أن يراجع اتحاد القدم قراره، بداية الموسم الحالي يصدم أهالي جازان بصدور تعليمات جديدة بأن توجيه الهيئة العامة للرياضة، المبني على توجيه وزير الداخلية، يتضمن إقامة الأنشطة الرياضية لأندية المنطقة خارج منطقة جازان بمختلف الألعاب.
هذه القضية الرياضية بالتحديد، كنت حريصًا كل الحرص على تخصيص مساحة كبيرة لها من الاهتمام، وتسليط الضوء عليها، والسبب أن الوضع ضبابي، الحقيقة غير واضحة لصاحب القرار، كتبت أكثر من مقال أطالب المسؤولين في رياضة الوطن بضرورة عودة مزاولة النشاط الرياضي في جازان؛ لأن دواعي المنع الأمنية مع بداية عاصفة الحزم انتهت بعودة الحياة لطبيعتها في مدينة جيزان.
في أكتوبر الماضي، لجنة استقطاب المواهب الكروية لمواليد السعودية المقيمين حطت رحالها في جازان، وحينها خاطبت رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، بمقال عنوانه "مواطن جازان قبل المواليد يا رئيس هيئة الرياضة"، وكتبت بالنص:
"معالي الرئيس، كلنا أمل في الله ثم فيك بتشكيل لجنة لدراسة عودة مزاولة النشاط الرياضي في مدينة الملك فيصل الرياضية في جازان، التي تبعد عن الحدود 100 كلم؛ فالوضع لله الحمد مطمئن لا يبعث على أي قلق من عودة النشاط الرياضي في المنطقة".
للإحاطة.. كل مقال أكتبه في هذا الشأن يكون الرد من المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة، بأن قرار المنع صادر من الجهات الأمنية.. فلماذا لا تشكل لجنة لدراسة هذا القرار؛ لأن أسباب المنع السابقة لم تعد موجودة؟!
لا يبقى إلا أن أقول:
إمارة منطقة جازان بذلت جهودًا جبارة في هذا الشأن، بمخاطبة الجهات المعنية بضرورة عودة النشاط الرياضي لمنطقة جازان، في ظل الوضع الأمني المطمئن على مختلف الأصعدة، هذه الجهود سارع في ترجمتها الاهتمام الكبير الذي بذله رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، من خلال تبنيه شخصيًّا هذه القضية الرياضية بتذليل كافة الصعاب.
عادت الحياة لرياضة جازان مطلع الأسبوع الحالي، بناء على ما رأته وزارة الدفاع بأنه لا يوجد ما يمنع ممارسة النشاط الرياضي في جازان، خطوة تجسد نجاح الهيئة العامة للرياضة في هذا الملف الرياضي المعلق من فترة طويلة.
المسؤول الذي يحس معاناة الناس ويحرص على علاجها تشعر بالفخر وأنت تقول له "شكرًا" يا أبا ناصر بعدد حبات الفل التي تسكن كفوف أهالي جازان، شكرًا لك لأنك أنعشت قلب المنطقة رياضيًّا.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل عودة النشاط الرياضي لجازان سوف يحفز أنديتها للصعود إلى الدوري الممتاز بمختلف الألعاب؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..