في العشرين عاما الماضية، تنقص أو تزيد قليلا، وصل الهلال إلى مرحلة الاكتمال الفني مع ثلاثة مدربين:
الأولى كانت مع الروماني "أولاريو كوزمين"، لكنه لم يكمل عامه الثاني، وغادر مكرها بعد أن فسرت لقطة بغير معناها الحقيقي، فضخمت حتى أُجبر على المغادرة القسرية.
الحالة الثانية كانت مع البلجيكي "إريك جيرتس" وبسيناريو مشابه في الفترة الزمنية ومختلف في طريقة الرحيل، غادر للمغرب بعد ضغوط غير رياضية أسهمت في خروجه.
المرحلة الثالثة يعيشها الهلال حاليا مع الأرجنتيني "رامون دياز"، وها هو يصل إلى فترة المغادرة قبل نهاية العام الثاني، والسبب هذه المرة من "بعض" الهلاليين الذين أصبحت تشكل لهم البطولة الآسيوية عقدة، فمن خلالها "فقط" يحكمون على الفريق وكل من وما فيه بالنجاح أو الفشل، وهؤلاء يرغبون في ممارسة ما فعلوه بعد "سدني"، وما حدث مع "دونيس" بعد أن كان الجميع يتغنى به تحوّل بعد الخروج لـ"سباك"، وبعد حملة التشكيك في قدراته وأخلاقياته والتقليل مما حق وفق تصيّد غريب للأخطاء، وكل هذا ظنا أنهم يمارسون "النقد"، والحقيقة أنهم يعيشون بعدها في حالة غضب عارمة، ولا يجدون متنفسا لهم إلا بممارسة مثل هذه التصرفات دون الشعور بخطورة مثل هذه الممارسات، التي تنتهي بهدم البناء والقضاء على الاستقرار والبحث من جديد عن مدرب آخر في ظل تجارب عديدة يفشل أغلبهم، ويبتعد بعدها الفريق عن البطولات، وحينما يتم العثور على ذاك المدرب تأتي "الآسيوية" وتنسف كل البناء.
دياز مدرب عظيم، وطبيعي أن تكون له قناعات خاطئة وقرارات كذلك، لأنه "بشر"، والبعض يريد مدرب الهلال "ملاكا" لا يخطئ أبدا.
ومع ذلك، نجح خلال موسمه الأول في تحقيق الدوري وكأس الملك، ووصل إلى نهائي القارة، وبقي الفريق تحت قيادته عاما كاملا دون أن يتعرض لخسارة، والأهم من كل هذا أنه وضع للفريق "منهجية فنية ثابتة"، تمكن الفريق من السيطرة على "كل" المنافسين، وتبقى عوامل الفوز أو التعثر مرتبطة بقدرة اللاعبين على تسجيل الأهداف من عدمه.
ما يحدث حاليا مع دياز طريقة جديدة لضرب الاكتمال الفني الأزرق، الذي تحقق مع "كوزمين وجيرتس"، والفارق أنهما غادرا بفعل خصوم الزعيم، في حين أن دياز ربما يغادر بفعل خصوم له من محبيه على طريقة "من الحب ما قتل".
الهاء الرابعة
اشيل حمل الزمان بـ نفس مجبوره
لو عزت النفس قادتني على قبري
واسج الاقدام والاحوال مستوره
كبير واحلام عمري كلها كبري