|


سامي القرشي
قصتي مع الوالد
2017-12-21

 

 

 

كنت في النصف الأول من عام 2007 مجرد مشجع عادي يحب الأهلي ويتحرى موعد مبارياته في الرياض حيث أعيش، أقتنص فرص الحضور لأحتفل، وأشاهد لاعبيه، وبهذا يكون الحلم قد اكتمل.

 

ولم أكن أعلم أني وفي النصف الآخر ومن التاريخ ذاته سأكون أحد الإعلاميين الذين سيحملون "شرف" الانتماء إليه وخدمته، بل حمل تطلعات جماهيره ضرب من مستحيل أمس والبداية شمس.

 

وما هي إلا بضع مقالات واكبت كما كبيرا من المعاناة ومزيد من العقبات في طريق جيل جديد من لاعبي الأهلي وتعطش جماهيري لم أكن أتوقع أن يتنبه إليه أحد حتى كانت مفاجأة عصر الأحد.

 

كاتب لم يتجاوز رصيده خمسة مقالات، لا يعرفه في المدرج أحد، يفاجأ برقم غريب ويتردد أن يجيب، فإذا به كبير المدرج وصوته الخافت في الطرف الآخر، إنه الرمز، "خالد يكلمني" دون حجز.

 

"الأهلي بن خالد" كان هو عنوان مقال كنت أناشد فيه هذا الهرم بأن يحفظ حقوقه كـ"شقيق" لفيصل وهو ما دفعه إلى الاتصال، توجيه ودعم لولاه لما كان الاستمرار، يا بني هو أكبر من ابن بل عائلة وسكن.

 

ومنذ ذلك الحين، تغيرت المفاهيم في رأسي، فأصبحت أرى في كل أهلاوي "أعرفه أو لا أعرفه" وكأنه أحد أفراد عائلتي، هم "العم والخال"، ثم وبعد مرور السنين الابن وخالد هو والدها المهموم ملء جفن.

 

خالد هو من أدين إليه ببداياتي، وإن غضب فعلى يديه تكسرت أوزان معاناتي، ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فخالد كان الجبل الذي تحطمت عليه أعباء حياتي، ولا أكذب إن قلت همومي ومتطلباتي.

 

أنت كاتب مميز، أنت محب للأهلي، ولكن عليك أن تعلم أنك تؤثر في شريحة كبيرة وتنتقي ما تكتب، ولا أخفيك أنك "متهور" أحيانا، وعليك أن "تنتبه" لنفسك وصايا والد، فكيف لا أرى فيه خالدا؟

 

خالد الذي أبكاني هو المقال الوحيد الذي خصصت به هذا الملهم في مسيرة عشرة أعوام من الكتابة، فقط لأنه لوح بالرحيل، فهو وبكل بساطة لا يريد أن يكتب عنه أحد، دعم وتكافل ولا يريد مقابل.

 

واليوم، أعود لأكتب عن خالد، وفاء بعد سنوات عطاء، ودين لا يستطيع الوسط الرياضي بأكمله أن يفيه لأهم رموز رياضته، ولا أبالغ إن قلت إن من ولدت مسيرته مع خالد، فلا أظنه على الاستمرار بعاقد.

 

لن نضحي لأجل الأهلي مثل خالد، بل إني حين أمر بجحود أو موقف كنت أنتظر فيه من يقف بجانبي ولا أجد، أتذكر كيف لمن دعم وصبر وتحمل ألا يأسى، فأقول حينها: أين نحن من خالد فأنسى؟

 

عشر سنوات من الركض ليست كثيرة على الأهلي، بل هي بعقب تذكرة أحد جماهيره، وأما الأربعون الخالدة، فهي الخجل لكل من يقول إنه بذل، والتعب لمؤرخ لا يعلم أيبدأ بالمال أم يستهل بعمل؟

 

كلمات ليس لها مناسبة إلا أن أقول، فرح الأهلي في تقارب أهله "مدرجه وأعضاء شرفه وإعلامه"، دعما لحاضر واحتراما لمغادر، فرح الأهلي في تجاوز أهله لكل المراحل، حبا لكيان ووصية راحل.

 

فواتير

 

ـ نريد عموري ونريد آسيا، مسلسل هلالي سنوي معتاد وحزين، خاتمته عين تعتذر وجفن ينكسر.

 

ـ الزبيدي وشراحيلي: الأولى الويل للاعب وناديه. والأخرى الويل للاعب، وناديه الله يهديه "طيب ليه".

 

ـ قائمة الشرف الأهلاوية، حقيقة أم "كذبة تاريخية" هذا ما ستعلمه الجماهير حتما في الشتوية.

 

ـ للمرة الألف يقول عمر السومة، أريد صانع لعب خلفي.

 

ـ هو لا يريد أخذ اللاعب لبيته، بل للنادي.