ستكون مبادرة "ادعم ناديك" التي أطلقتها الهيئة العامة للرياضة قبل أيام، بمثابة قرينة جديدة على الكثافة الجماهيرية الهلالية، وأن ناديها هو "الأول" في كل شيء ومنه "الشعبية".
ومما لا شك فيه أن ساحتنا لن تقتنع بذلك، وستحاول تغيير الحقائق بادعاءات باطلة واعتماد على هوى النفس، وتجاهل تام للبراهين المتلاحقة؛ ففي اليوم الأول من إطلاق المبادرة، جاء الهلال في المركز الأول بنسبة تقترب من نسب الإحصاء الرسمية التي صدرت سابقًا من "زغبي وإبسوس"، وهما من أكبر الشركات العالمية في الإحصاءات، حيث إن جماهير الاتحاد والأهلي والنصر مجتمعين لم يتجاوزوا الرقم الأزرق، وفي اليوم الثاني تقدم الاتحاد للمركز الثاني مع بقاء الزعيم متفردًا ومغردًا في الصدارة دون منازع.
تفرد الهلال بالشعبية ثبت بالأدلة والبراهين القاطعة، وساحتنا لم تقتنع بلغة الأرقام؛ لأنها تخالف الهوى في ساحة تغلفها عاطفة جياشة يقدم فيها الميول على الحق والمنطق.
البداية كانت في حضور طاغٍ بالمدرجات، حتى سجلت أرقامه الأفضل على مستوى القارة برمتها في سنة خلت، وهو وإن كان لا يقيس الجماهيرية بشكل علمي دقيق، إلا أنهم استنكروه في حالة الهلال وأقروا به مع أنديتهم، ثم جاءت الإحصاءات الرسمية ومن جهات مشرفة منافسة، وأوضحت أن الهلال لا منافس له حتى لو اجتمعت الأندية الأكبر بعده، ثم جاءت الاستثمارات من قطاعات تجارية مملوكة وتدار من أسماء تنتسب لأندية منافسة، وأقروا بالزعامة، ثم جاء "التصويت" ومعه لا يمكن لجماهير أن تتغلب على جماهير الهلال حتى إن رغبت أن تربح طرفًا غير هلالي؛ فكيف بابن ناديهم هذا عدا عدد المتابعين لحساب النادي في وسائل التواصل؛ فقد بات ينافس بهم الأندية العالمية الكبيرة، ولا مجال للمقارنة مع الأندية المحلية.
والآن جاءت مبادرة "ادعم ناديك" وميزتها أنها مدفوعة الثمن وليست مجانية، والمال كما يعرف الجميع "عديل الروح"، ولا أستغرب أن يبرروا تفوق الهلال بأن مشجعيه "أغنياء" والآخرين "فقراء"؛ فلا مانع لديهم من الإساءة لأنفسهم دون الإقرار بتفوق الهلال.
الهاء الرابعة
بعض الكلام اللي يجي دون مقصود
يجرح له إنسان من الوقت ضايق
يضحك وحزنه بالصدر برق ورعود
ويستر طعونه عن جمـيع الخلايق