منذ وعينا على الرياضة والإعلام الرياضي يسير على ذلك النهج القديم وغير القابل للتغيير والذي يتحكم في توجهات الكثير من زملاء المهنة وفق القاعدة "إن أردت الوصول فهناك للمهنة أصول".
تغيرت المفاهيم وارتفع سقف الوعي واتسعت دائرة الحريات وتعددت وسائل الإعلام ولا يزال زملاء المهنة ومنابرها يرون في الهلال شهادة عبور وسلماً للوصول وضمان البقاء وإلا فالمستقبل شقاء.
لم يأت هذا من فراغ بل بتراكم الزمن وكثرة التجارب وبسط "السطوة" الهلالية "على مفاصل الإعلام" طيلة عقود ومنذ كانت المحصلة قناة وصحيفة وحتى اليوم نعيشه الآن وفضاء يزدحم بكل الألوان.
العصا والجزرة هي سياسة هلالية إعلامية ذاق حلاوتها زملاء كثر وعانى من سياطها زملاء أكثر، سياسة تصعد بكل حامل لملف إعلامي أزرق وتنزل بكل حامل لملف ملون، الانتماء شهادة دون حتى إفادة.
لم يقف الأمر عند الإعلام بل امتد إلى كل أركان العمل الرياضي فلم يسلم منه مكتب أو كبينة تعليق أو عربة نقل أو كاميرا أو برنامج أو صاحب رأي، اختيار جميع، شتاء هنا وحيث رضا الهلال يكون الربيع.
لست هنا أسوق الاتهام، بل أتحدث عن سلوك نمطي تم التكريس له لسنوات فلم يعد الإعلام الرياضي قادراً على ممارسة حق النقد بكل ما يخص الهلال خوفاً من مصير انتهى بزملاء سبقوا إلى الحصير!.
الأمر الذي لا يعني أن الإعلام الرياضي بأكمله استسلم لهذا الإرث التاريخي الذي قزم أفواه المنتمين إليه، إلا أن كل من حملوا الإصدار الجديد دفعوا الثمن تضييق فعادوا بين "مصافح" ومن ضل الطريق.
المطلوب ليس كثيراً ليرتق الإعلامي رأس الهرم وتفتح له أبواب البرامج والمناصب، فالقليل من غض الطرف والكثير من تغنى بالمنجزات وبعض التجاوز والتقزيم لإرضاء غرورهم ليس بالأمر العظيم!.
ومن تمعن فيما أحاط بالهلال من اهتمام إعلامي كبير خلال منافسته الآسيوية والذي وصل لدرجة "التجنيد" بل ورفض طقطقة الجماهير يكتشف أن الإعلام تجاوز الحياد إلى قمع الآخرين.
سلوك يعتقد الهلاليون ومع تعودهم عليه طيلة سنين أنه بات حقاً لهم "جماهير وإعلام"، مقدم يطقطق على الأهلي ويحرمه على الهلال ولاعب يشجع أولسان وينزع وطنية من يدعم أوراوا اليابان.
هذا الخنوع الإعلامي ليس مرتبطاً بانتماء بل إن كثيراً من هؤلاء يشجعون أندية أخرى لولا أن ما سبق وقلته حول ضمان المستقبل سبب، الأمر الذي تحول معه المنظر إلى "من يتقرب للهلال أكثر".
وفي ظل هذا الوضع الإعلامي المخجل، لم يعد لأي إعلامي يرغب في رفض كل هذا مكان، فالمنابر تفرض شروطها لدرجة اعتماد قوائم سوداء يتم بموجبها منع أسماء والترحيب بمن يجنبها العناء.
هي قراءة الواقع في المشهد الإعلامي الرياضي، وإن كابر معترض، الهلال ملاذ لكل إعلامي يؤمن بـ"التنازل مقابل البقاء" هنيئاً للإعلام الأزرق دعم ناديهم لاحتلال الفضاء وأما غيرهم فتنحى وبلا عزاء.
فواتير
ـ يقول.. من عمره "أحد عشر" عاماً لا يجب أن يحتفل بعالمية النصر لأنه لم يرها، وكأن من عمره "خمسة عشر" عاماً لحق ببطولات فريقه الآسيوية.
ـ رأي إعلامي.. الهلال أقرب لتحقيق بطولة آسيا وذلك لأنه وصل إلى اليابان أولاً، نظراً لأن الفريق الياباني سيكون مضطراً إلى تغيير موعد نومه مرتين!.
ـ بطولة آسيا وجائزة أفضل لاعب أشبه بـ"مفطح" أوراوا و"موزة" خربين، طاروا بالدسم وخلوا لغيرهم المقبلات، جائزة نقنقة لن تمنع الآخرين الطقطقة.
ـ استضافوا طارق الحبيب عشان يخطئ اللي محتفلين بخسارة الهلال وقال هم أحرار، استضافوا "شاب" قال لهم أبيع كيك "ياباني" قطعوا المقابلة!.