|




No Author
الشيطان يلعب معنا - فواز الشريف
2014-02-25

كنت على يقين بأن الرياضة تختلف اختلافاً كلياً عن "كرة القدم"، وفي كثير من الأحيان أجدني أكتب عن الأدلة والشواهد التي تؤكد هذه النظرية، وأن كرة القدم ماهي إلا "لعبة" لها جغرافيتها وتضاريسها وتاريخها مثلها مثل " البالوت" أو "الشطرنج" أو حتى " الكيرم".

أعرف أن كرة القدم أخذت من الرياضة ثوب الركض والتدريبات، أما بقية التفاصيل ليست من الرياضة في شيء، هي أقرب للعبة منها لبناء الجسم السليم أو العقل الذي يفترض أن يسكنه وبالتالي فمن المستحيل أن تقول عن هذه اللعبة: "العقل السليم في الجسم السليم".

يقال في تاريخ هذه اللعبة أنها ولدت على "جماجم" الجنود في ميادين القتال، ويقال أيضا إنها اللعبة التي انتهت مع ولادتها معارك الشعوب واقتتالهم فأصبحت تجمعهم بين جناحيها كحمامة السلام، ويقال إنها الابنة التي ولدت عن زيجة "الحرب والحب" وأصبحت مفرداتها على النحو التالي: "صاروخ، حلوة، تحرك، رائعة، إصابة، تميز، ياسلام، خشونة "، ويقال أيضا إن الشيطان يسكن في التفاصيل.

إن هذه المقدمة المختصرة التي كتبتها في السطور السابقة حول الرياضة وكرة القدم وبعض فواصل التاريخ ستكون بمثابة المستند الشرعي الذي أستند إليه طيلة مشواري في الكتابة عبر هذه الزاوية، وبالتالي سأنتقل بكم الآن من واقعي إلى واقعكم، مؤكدا في كل مرة أن الواقع يختلف عن الحقيقة، وأن الحقيقة هي المنطقة الخضراء التي نتمنى الوصول إليها.

وإذا ما أردنا أن نصل بلعبة كرة القدم وهي اللعبة المجنونة والتي تعلقنا بها دون مقدمات فعلينا في المرتبة الأولى أن نجد جمهوراً كروياً يدرك مكامن الإبداع في هذه الساحرة المستديرة لأنه إذا كانت النتيجة هي محل اهتمامنا فليس من الشرط أن نلعب مباراة كاملة حيث يمكن استبدال ذلك بركلات ترجيحية تمنحنا حق التندر على بعضنا البعض وتجعلنا نغوص في أعماق سجلات أنديتنا لمعرفة الأكثر فوزاً.

إن كرة القدم أكبر من مجرد فوز، فهي لعبة ساحرة وسحرها في جمالها في تنقلها في طرائقها المختلفة، وهذه الحقيقة التي لم نبلغها بعد، وهو ما يمكن أن نقدمه للفتية الصغار قبل أن تصيبهم حالة: "خذوهم بالصوت" وهي حالتنا.