|




No Author
طرش البحر
2015-04-26
البحر يطرش الكثير من الأشياء التي تلقيها أمواجه على الشواطئ، حطام سفينة، بضائع من تلك السفينة الغارقة، جثة غريق والكثير من الأشياء التي يلفظها من أعماقه، ولكن البحر لا يطرش مواطناً له حقوق المواطنة وعليه التزامات وواجبات كثيرة تجاه الوطن كالعمل الجاد والسلوك السوي وتقديم الدم قرباناً للدفاع عن عزته وكرامته.
متى ما اعتبر المواطن طرشاً للبحر حلت العنصرية البغيضة وانقسم المجتمع وتضعضعت أركان البيت الواحد.
كلمة قد تكون زلة لسان وغلطة لكنها غلطة لا تغتفر ولا يجب التسامح معها "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فابن عمرو بن العاص حين صفع القبطي لأنه كسب سباقاً بينهما وقال له أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟ كان أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن جعل القبطي يصفع ابن عمرو، تلك الصفعة كانت التأكيد على وحدة المجتمع حتى وإن كان المصفوع ابن عمرو بن العاص .
فعمرو بن العاص نظر للقبطي نظرة المواطن الذي يتساوى في الحقوق والواجبات مع غيره ولم يعتبره مجرد طرش بحر لا قيمة له، هذه قيم الإسلام، هذه أركان المساواة والعدالة التي يقوى بها المجتمع وتشيد بها الأوطان.
ـ فرق نصف النهائي في دوري الأبطال هي فرق الصفوة، الكرة الأسبانية قدمت فريقين والألمانية قدمت فريقاً والإيطالية قدمت فريقاً، وكانت القرعة أن يلعب الريال مع اليوفنتوس، وبرشلونة مع العملاق البافاري البايرن، تصعب التكهنات حول من سيصل للنهائي ولكن هناك تكهنات عند الكثيرين أنه وحسب المعطيات أن السيدة العجوز هي أقل الفرق حظوظاً بالتأهل ولا أعلم لماذا عادت بي الذاكرة إلى عام ١٩٨٢ حين كانت المجموعة التي يصل منها فريق للنهائي كانت تضم الفريق البرازيلي العظيم ونجومه سقراط وزيكو وفالكاو وإيدير وغيرهم من الأسماء المرعبة.
والتي قدمت أجمل عروض كرة القدم بذلك المونديال وكان فريق الأرجنتين الذي لا يقل روعة عن البرازيل ومن بين نجومه مارادونا، وكانت إيطاليا التي اعتبر الكثير من النقاد أنها ستكون جسر العبور للبرازيل والأرجنتين للمباراة النهائية، يومها عبرت إيطاليا هذه الفرق للنهائي ويومها كان يوم باولو روسي الذي سجل الثلاثية بمرمى البرازيل وسط ذهول العالم ليكسب بعدها كأس العالم على حساب الألمان.
ـ حديثي هنا ينصب على عناد الكرة الإيطالية وقوتها حين تلعب مع الكبار، لهذا لا أجد أي سبب للنقاد لاستبعاد السيدة العجوز من أن تقصي الريال ومن يعلم أن تكسب دوري الأبطال.
عفواً أرجو ألا تكون العاطفة وعشقي لهذا الفريق من يقود قلمي الآن لتتويج اليوفنتوس بدوري الأبطال، وإن كنت أتمنى ذلك مع الاحترام لكافة عشاق عمالقة أسبانيا ووحش الألمان.
ـ من الطبيعي أن تصل فرق العين والهلال والأهلي والنصر إلى الدور التالي من البطولة الآسيوية، ومن الطبيعي أن تتصدر هذه الفرق مجموعاتها وأقول من الطبيعي لما تملكه هذه الفرق من بنية تحتية وثروة تنفقها بجلب لاعبين ومدربين على مستوى كبير ولما لهذه الفرق من تاريخ بهذة البطولة.
ولكن ماذا بعد؟
هل أقنعكم أي فريق من هذه الفرق أنه مؤهل للفوز بهذة البطولة؟
وهل تقارن كرتنا الآن بكرة شرق القارة؟ أرجو وأتمنى ذلك وأرجو ألا أكون قد شقيت بحسن ظني.. ولنا لقاء،،،