No Author
حمد الراشد ـ ديربي مجنون.. زاهٍ بكل الفنون
2015-11-21
ما كادت العروس تعيد ترتيب ملابسها وتسريحة شعرها وإكمال زينتها بعد أن غسلتها أمطار الخير والبركة وقد كشفت الكثير من عيوبها حتى عادت من جديد تتأهب لاستقبال حدث ضخم.. عرس كروي من أعراس الأساطير والروايات حيث يلتقي العميد بالملكي.. الجار.. وابن العم في مواجهة من العيار الثقيل وفي أجواء مشحونة بالتشويق والإثارة.. غداً.. تغلق المتاجر أبوابها.. ويهجر الناس المولات.. وتخلو الشوارع من مشاغبيها وعابريها ويتسمر الملايين أمام الشاشة الصغيرة ويزحف عشرات الآلاف إلى ملعب الجوهرة.. فاللقاء المنتظر.. احتفالية.. مهرجان.. كرنفال.. عرس.. موسم قطف الحصاد.. نقاطه من ألماس.. صحيح لا يعانق الفائز غداً ذهباً ولا يتوشح مجداً ولا يعانق لقباً.. لكن الفوز في أبعاده النفسية والمعنوية على الجماهير والمدربين واللاعبين يتجاوز حدود الجوهرة ويمتد إلى مراحل متقدمة من المنافسة على اللقب.. العميد لم يتذوق طعم الفوز على الملكي منذ سنوات.. والملكي.. لم يغنم حالة الضياع التي كان عليها العميد في الموسم المنصرم.. عجز عن تحقيق الفوز عليه ذهاباً وإياباً ولم يكن في حالته أو عافيته.. ومع ذاك كان الأقرب للفوز.. الحوافز كبيرة والمغريات أكبر والطموح جامح والرغبة عاصفة مجنونة.. هذه هي الأجواء والمعطيات قبل لقاء العمالقة غداً.. ولكن ماذا عن المشهد الفني والأوراق والحظوظ.. نبدأ بالعميد.. فواز حامي العرين الأصفر عالج أخطاءه في موقعة الهلال وقدم أمام الفتح المستوى المطلوب من حارس يقظ يزرع الثقة في نفوس زملائه.. ولكن بالمقارنه بياسر.. ترجح كفة المسيليم.. الأكثر خبرة وإمكانية.. خط الظهر.. تميل الكفة فيه بوضوح لصالح الأهلي.. ففي دفاع العميد لا يوجد سوى ياسين حمزة والبقية مجتهدون فيما يتفوق دفاع الملكي في كل شيء.. خبرة.. كفاءة.. تنظيم.. إجادة في ألعاب الهواء والتغطية داخل وخارج الصندوق وإجادة تامة لصناعة اللعب عبر جبهة شيفو اليسرى.. الأهلي يعتمد كثيراً في صناعة الأهداف على الكرات العرضية والعكسية لشيفو وبصاص.. في حين يفتقر دفاع العميد إلى كل هذه المزايا.. ولم يعثر الفريق بعد على ظهيري جنب يجيدان أداء الواجب الدفاعي والهجومي باقتدار.. في الوسط تبدو الكفة شبه متكافئة وإن كانت تميل أكثر للأهلي والسبب.. طريقة لعب الفريق وانضباطه التكتيكي.. فالأدوار والمهام موزعة على تيسير ومقهوي وبصاص وشيفو والمؤثر.. ترابط الحظوظ.. وتقارب المسافات وعدم تداخل الأدوار.. تمنح الأهلي تفوقاً في منطقة المناورات.. فيما الاتحاد يملك عناصر جيدة المولد، مارتن، ترويسي، نور لكن غياب التنظيم وتداخل الأدوار والاجتهاد الفردي الغالب على الأداء..
وعدم الثبات على تشكيلة خماسي الوسط نظراً لعشوائية المدرب بولوني هي التي تجعل الفريق يلعب مكبلاً.. ومعصوب العينين.. يبقى الهجوم متكافئاً إلى حد بعيد.. ريفاز والسومة والأخير يسهل مهمته صناع لعب من الطراز الأول وأطراف خطرة ترسل التمريرات في علب حلوى.. مشاريع أهداف في حين يفتقر ريفاز إلى كل هذا الدعم اللوجيستي.. يبقى السؤال.. على ضوء ما ذكرنا من تفوق أهلاوي على الورق.. وتفوق جروس على بولوني.. هل يحسمها الأخضر..
الإجابة.. لا.. فلقاءات الديربي منذ عشرات السنين لا تخضع لهذه المعايير الفنية على أهميتها فهي تتلاشى بمجرد هبوط الفريقين إلى المستطيل الأخضر.. وتبقى الكلمة الأولى والأخيرة للروح القتالية العالية في الأداء.. للحماس. للرغبة ولإرادة الفوز.. أيهما يكون أكثر حضوراً.. أكثر حماسة.. أكثر تركيزاً.. أكثر إصراراً على الكسب.. يغنم كل شيء ويحصد الفرح والفوز ويغني مع جماهيره.. جدة كدا (.....) وبحر،،،،
جدة كدا (......) وبحر.