No Author
عبدالله الفهري - الضغوط النفسية والمعالجة النفسية للاعبي كرة القدم 4ـ4
2015-12-03
بغض النظر عن الممارسات الرياضية نجد أن القلق أصبح من المشكلات النفسية الملازمة للحياة العامة للبشر بكل تفاصيلها من اكتئاب وإنهاك نفسي وغيرها من الضغوط النفسية الأخرى.
حيث تعد المنافسة الرياضية عاملا مهماً وضرورياً لكل نشاط رياضي وتعد المنافسة في المجال الرياضي وخاصة كرة القدم نشاطاً يحاول الفرد من خلاله إحراز الفوز وتحقيق أفضل مستوى ممكن وذلك من خلال تجنب حالة القلق لأنه عند وصول القلق إلى مستوى معين يبدأ معه الاضطراب والانهيار الفسيولوجي والنفسي للاعب مما يؤدي إلى قلة كفاءة مستوى الأداء المهاري وزيادة الدافعية نحو تحقيق الإنجاز، ويتعرض لاعبو كرة القدم لضغوط نفسية مزدوجة تختلف في شدتها وارتباطها وفقا ًللمتغيرات التي تحدث ووفقاً للظروف المحيطة باللاعب.
فكلما ارتفعت درجة حرارة الضغوط النفسية بأبعادها وأشكالها المختلفة من ضغوط (الجمهور، قلة المكافآت والحوافز، العلاقة بالمدرب، التحكيم، المشكلات الأسرية، إصابات الملاعب، المشكلات الشخصية، الإعلام، الإدارة، العلاقة مع الزملاء، الفشل في الأداء الرياضي) انخفضت دافعية الإنجاز لدى اللاعبين.
لذلك يجب التعرف على مصادر الضغوط لدى اللاعبين ومحاولة العمل على مجابهتها وعلاجها بواسطة المدربين والإخصائيين النفسيين والاهتمام بالتوجيه والإرشاد النفسي للاعبين لتخفيف حدة الضغوط النفسية لديهم، كما يجب على المدرب الاهتمام بالتعرف على مستويات القلق، وكذلك الضغوط النفسية ومقدار الدافع للإنجاز، وذلك بالتقرب للاعب ومحاولة توجيهه وإرشاده بأسلوب علمي سليم يعتمد على التعامل بروح الأبوة والأخوة والصداقة والصرامة في بعض الأحيان مع ضرورة الاهتمام بإجراء الدراسات اللازمة لإعداد برامج وأساليب لمعالجة الضغوط النفسية المرتبطة بالمنافسات لدى اللاعبين الناشئين أو الكبار على حد السواء والتعرف على الضغوط النفسية وعلاقتها بالثقة بالنفس وتقدير الذات لدى اللاعبين بصفة عامة وعلى الناشئين بصفة خاصة، وأثبتت الدراسات أن هناك الكثير من المواهب الناشئة التي انقطعت عن مزاولة النشاط الرياضي وتعرضت للألم والاحتراق النفسي، وذلك نتيجة عدم قدرتها على مواجهة القلق والضغوط النفسية المختلفة التي تسببها الرياضة التي يمارسونها وافتقارهم إلى المهارات العقلية والنفسية اللازمة لمواجهة مثل هذه الضغوط ولم يجدوا بجانبهم الموجه أو المرشد الذي يساعدهم على التغلب على هذه الضغوط، فإن مثل هذا اللاعب لا يحتاج إلى المزيد من التدريب البدني أو المهاري ولكنه في الواقع يحتاج إلى برنامج متخصص في تدريب المهارات العقلية والنفسية يعمل على تزويده بما ينقصه من هذه المهارات حتى يتمكن من مواجهة الموقف الاختباري الذي تفرضه المباريات والمسابقات ويصبح قادراً على مواجهة الضغوط التي تفرضها المتغيرات المختلفة للمنافسات الرسمية، إضافة إلى القدرة على التركيز الجيد ووضع الأهداف التي تستثير التحدي ولكن بصورة واقعية ويتأتى ذلك من خلال إتقان المهارات العقلية والنفسية.

كاتب وأكاديمي