|


No Author
دلال الدوسري - هذا أولها يا (أولمبية)
2016-03-10

صُدمت وأنا أقرأ التصريح الأول لأمين عام اللجنة الأولمبية السعودية ـ المعيّن قبل أيام ـ والذي تناول فيه أهداف اللجنة للمرحلة المقبلة وهو ما تطابق "حرفياً" مع إستراتيجية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الأمر الذي سبق وأن أعلنته الرئاسة قبل أسابيع في خطتها المقدمة لمجلس الاقتصاد والتنمية بتركيز جهودها على الرياضة المجتمعية لرفع نسبة الممارسين من 13% إلى 20% أي ما يقارب مليون ونصف ممارس للرياضة خلال خمس سنوات.
ومع إيماني بأنّ رؤية وأهداف ومؤشرات قياس الأداء في رعاية الشباب دقيقة ولا تحتاج إلى التفسيرات والاجتهادات، تساورني تساؤلات تشير إلى أن هناك خللاً ما يجب إصلاحه لتكتمل الصورة الواضحة للمشهد الرياضي في البلاد. وسأتطرق إليها عبر النقاط التالية:
أولاً: وضعت رعاية الشباب ـ وهي تقوم مقام وزارة الشباب والرياضة في البلدان الأخرى ـ إستراتيجيتها ليتم تنفيذها عبر الإدارات المختلفة بالرئاسة، بينما تأتي رؤيتها العامة نبراساً لكل المؤسسات الرياضية الواقعة تحت مظلتها.
ثانياً: يفترض أن تتماشى أهداف اللجنة الأولمبية مع أهداف الرئاسة العامة لرعاية الشباب ـ دون تطابق ـ مع الأخذ في الاعتبار فوارق التطبيق بين المنظمتين حسب الدور المنوط لكل منهما. فالمظلة المسؤولة عن الرياضة يكون دورها رقابياً، بينما يكون دور اللجنة الأولمبية تنظيمياً.
ثالثاً: الهدف الرئيس للجنة الأولمبية هو إدارة وتطوير الرياضات التنافسية وحماية الحركة الأولمبية في الدولة، فكيف لها أن تقدّم هدفاً ثانوياً (رفع نسبة ممارسة المجتمع للرياضة) على دورها الأساسي؟ فمن سيخرج إذاً بمؤشرات قياس أداء في عدد الميداليات المستهدفة في الأولمبياد المقبل، وعدد الرياضات التي سننافس بها، وعدد المشاركين في كل منافسة، وكيفية استقطاب المواهب الرياضية لتحقيق كل ذلك؟
رابعاً: بعيداً عن نظريات علم الإدارة، وإذا ما اقتنعنا بصحة وجود مؤشرات قياس أداء مشتركة بين منظومتي عمل مختلفتين، فأيٍ منهما سيعرف الخطط التي حققت له النجاح بعد خمس سنوات؟ وأي فريق عمل من الاثنين سيكافأ على تحقيقه الإنجاز؟
خامساً: أعي بأن الأمير عبدالله يترأس حالياً المنظمتين، ولكنه يُطالِب بفصل رئاسة اللجنة الأولمبية عن رعاية الشباب وهو الأمر الصحيح على كل حال. ولكن السؤال، هل نضع الإستراتيجيات ونشرع في مرحلة التنفيذ لنعود بغيرها بعد عدة أشهر، فقط لأننا لم نستشرف الواقع وتذهب الجهود والوقت سدى؟
سادساً: هل مسؤولو اللجنة الأولمبية لايعرفون إستراتيجية رعاية الشباب الرامية إلى الفصل بين الرياضات التنافسية والرياضة المجتمعية؟ وهل كان من الضروري أن يخرج الأمين العام الجديد في يومه الأول بتصريح إعلامي خاطئ؟ أما كان من الأنسب أن يعدّ أوراقه ليترك انطباعاً إيجابياً عن مستقبل اللجنة الأولمبية معه؟
أخيراً: إذا كان هذا أولها يا (أولمبية)، فالله يستر من تاليها.