كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة عاشتها جماهير الأهلي داخل الوطن وخارجه من أبها إلى سيدني.. ومن جدة إلى طوكيو.. وهي تعيش لحظات تحقيق اللقب المتمرد العنيد العاق.. عقود وهي تحاول ضمه إلى خزائنها المترعة بالذهب.. مرة يقترب ومرات يبتعد.. ليلة الإثنين دخل الملكي التاريخ من أوسع أبوابه.. تحقق المراد رغم سنوات الجفا والبعاد واعتلى الملكي قمة هرم الكرة السعودية في ليلة لم تعرف العروس طعماً للنوم.. كان عشاق الملكي ينتشرون في الشوارع والميادين.. هناك من يرقص المزمار.. وهناك من يتناول "السليق" بشهية مفتوحة.. وهناك من سهر حتى الصباح غير مصدق لما حدث.. أخيراً فزنا بالدوري.. الآن حق للرمز الكبير الخالد أن ينام ملء جفنيه.. فقد انتصر أخيراً.. طوى مشاوير الصبر وسنوات المعاناة باتت شيئاً من الماضي.. وأهدى عشاق الملكي أغلى فرحة ينتظرونها منذ عقود وأجيال.. وحتى يحافظ الملكي على مكتسباته هذا الموسم ولا يتعرض لإخفاقات جديدة اقترح على الأمير خالد بن عبدالله صاحب هذا الإنجاز ومهندسه الأول التجديد لجروس وعدم التفريط فيه بدعوى مطالبته بزيادة عقده كما فعل النصر مع كارينيو.. فالاستقرار والاستمرار مع مدرب كفء قدير خير ألف مرة من تجربة الحظ مع مدرب آخر إلى جانب تجديد عقد أسامة وزير الدفاع فهو يستحق كل ما يطلبه فهو المدافع رقم واحد في ملاعبنا.. والتعاقد مع ظهير أيمن وصانع ألعاب بديلاً لماركينيو.. مع بعض الصفقات المساندة.
الحفل الذي نريد
حفلات التتويج تظل راسخة في الأذهان عقوداً طويلة من هنا تكمن أهميتها.. وحسناً فعلت الشركة الراعية ورابطة المحترفين في تتويج النصر الموسمين الماضيين. وقبل حفل تتويج الملكي بلقب الدوري أمام الفتح في الجوهرة نقترح إقامة الحفل في اليوم التالي لمباريات الجولة الأخيرة حتى يستمتع الجميع بمشاهدته ومتابعته كما حدث في الموسم الماضي بالنسبة للنصر هذا أولاً وثانياً.. حفل الموسم الماضي كان مليئاً بالثغرات والملاحظات.. فالموسيقى كانت مزعجة بدرجة قصوى.. والطابع الغربي كان مسيطراً على أجواء الحفل.. وطريقة ظهور اللاعبين والإدارة والجهاز الفني وسيرهم مسافات طويلة لموقع المنصة كان مرهقاً ومملاً.. والأفضل اختصاره والبحث عن طريقة أكثر شياكة من الطريقة التقليدية.. ولا سيما أن الحفل سيظل في ذاكرة الأهلاويين زمناً طويلاً.. فالتتويج باللقب المتمرد جاء بعد عقود من الحرمان.. ولهذا يجب أن يكون حفل التتويج لوحة فنية إبداعية فيها الكثير من الإبهار والكثير من الخيال.
كلاسيكو العميد والعالمي
بعد غياب وهدوء وسكون فجأة عاد أعضاء شرف العالمي للالتفاف حول الفريق ودعمه قبل مواجهة العميد هذا المساء.. في سباق محموم ووعود بالمكافآت السخية أملاً في بلوغ النهائي وتحقيق أغلى الألقاب لإنقاذ واحد من أسوأ المواسم التي مرت على العالمي.. خطوة في الاتجاه الصحيح.. وعلى الجانب الآخر يدخل العميد موقعه العالمي بدون دعم شرفي ولا دعم معنوي.. وهذه ظاهرة تكررت كثيراً في المواسم الأخيرة للأسف الشديد.. قبل سنوات وأيام العز.. كان أعضاء الشرف يشكلون قوة دعم ضاربة ومؤثرة تقلب الموازين لصالح النمور في أصعب المواقف وأحلك الظروف.. ولا أحد يعلم على وجه اليقين سر هذا الابتعاد الشرفي المؤلم.. وقد علمتنا الحياة أن المحب لا يهجر والعاشق لا يمل.. فما الذي حدث؟
على الصعيد الفني الاتحاد قبل اللقاء أفضل جاهزية فنية ومعنوية.. من النصر المتصدع والمدرب المتواضع كانيدا ومع ذلك قد يفعلها النصر بالروح والدعم المعنوي لا بتكتيك المدرب.. إلا إذا كان لبيتوركا والمولد ومارتن رأي آخر فالاتحاد أشبه باللوغاريثمات.. شديد الغموض.. عندما تراهن عليه يخيب الآمال والعكس صحيح.