مرة بعد أخرى، تخسر الأندية الخليجية "الأهلي والهلال من السعودية، والأهلي والعين من الإمارات"، أمام أندية الصين وكوريا واليابان وأستراليا، وقد بذل ممثلونا في الاتحاد الآسيوي جهداً كبيراً لإقناع إدارة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، وبعدها لجنة المسابقات، ثم المكتب التنفيذي، بفصل الشرق عن الغرب، ليصل ممثلوهم إلى المباراة النهائية، ولكن النتيجة حتى الآن هي فوز الشرق على الغرب في كل مرة ولذلك قررت أن أسأل: "متى نتعلم؟".
هناك من يرى فارق الثقافة والفكر بين الشرق والغرب كأهم أسباب ذلك التفوق، فنجوم الخليج يفتقدون لثقافة المناسبات الكبرى ولا يجيدون التعامل مع مباريات الذهاب والإياب، ففي أكثر من نسخة كان بإمكان ممثل غرب القارة حسم النهائي في مباراة الذهاب، ولكنه فشل في ذلك وارتكب أخطاء تسببت في ولوج أهداف سهلة بأخطاء بدائية، كما أن حصول نجوم الخليج على البطاقات الملونة في النهائيات جعلنا أمام حقيقة مرعبة فيما يخص التعامل الاحترافي مع الأجواء الكروية النهائية، فالصور المتكررة تجعلنا نتساءل:"متى نتعلم؟".
وهناك من يلخص السبب في النجوم الأجانب الذين لا يصنعون الفارق في النهائيات، حيث يتناوبون على إضاعة الفرص السهلة أو الخروج من أجواء المباراة لأسباب مختلفة، ولعل النسخة الأخيرة خير دليل يدعم أصحاب هذا الرأي، حيث سجل أجنبي "أوراوا" هدف البطولة من الفرصة الوحيدة التي سنحت له في المباراة، في الوقت الذي تفنن فيه أجانب "الهلال" على إضاعة الفرص السهلة التي كانت كفيلة بحسم اللقب لنكرر السؤال: "متى نتعلم؟".
ولعل الحل مزيج من الرأيين مع ضرورة البدء مع النشء في صناعة نجوم يملكون أساسيات كرة القدم في عقولهم قبل أقدامهم، فقد تعلمنا أن هناك علاقة بين ارتفاع صدر اللاعب أثناء التسديد وبين ارتفاع الكرة التي تخرج من قدمه، وقد ضاعت أهم فرص آخر لقاء بسبب عدم وعي النجم الهلالي لتلك الحقيقة العلمية الثابتة، بينما تمكن النجم البرازيلي من وضع الكرة في سقف المرمى الهلالي لأنه اتخذ الوضعية الصحيحة للتسديد، لأختم بالسؤال: "متى نتعلم؟".
تغريدة tweet:
خسر الهلال كما خسر قبله الأهلي والعين وسيخسرون في النسخ القادمة، إلا إذا استوعبنا الدرس وتعلمنا ثقافة "الذهاب والإياب" وكيفية التفريق بين المباراتين في الاندفاع والدفاع من ناحية، والفارق بين أهمية الأهداف في المباراتين من ناحية أخرى، مع ضرورة تعلّم أصول التعامل باحتراف مع حكم المباراة والضغوط الجماهيرية والإعلامية المصاحبة للمباريات النهائية، ويبقى التركيز في الملعب والالتزام بتعليمات المدرب أهم الدروس التي يجب أن يتعلمها نجومنا.. وعلى منصات التتويج نلتقي.