|


إبراهيم بكري
اتحاد القدم تحت المجهر
2017-11-24

صافرة الحكم بنهاية مباراة المنتخب السعودي الأخيرة، في نهائيات تصفيات كأس العالم بروسيا، أمام الفريق الياباني، كانت اللحظة الزمنية المفصلية، التي حزم فيها المدرب مارفيك حقائبه وغادر الوطن، على أمل أن يعود مرة أخرى لإكمال مشواره بعقد جديد.

رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت ظهر حينها في برنامج "أكشن يا دوري" وقال بالنص: "تم الاتفاق مع مارفيك لتجديد عقده لقيادة المنتخب في المونديال".

 

لا نعلم ما الذي حصل في دهاليز القرار ليهبط علينا فجأة المدرب باوزا بديلاً عن صاحب المنجز المدرب السابق مارفيك؟! في الوقت الذي كنا نملك منتخباً متماسكاً وقوياً أمام خصومه، اخترع لنا المدرب باوزا خططاً جديدة ساهمت في القضاء على هوية المنتخب والعودة للوراء بمستويات هزيلة.

 

باوزا كاد أن يحرم منتخب وطنه الأرجنتين المدجج بالنجوم بقيادة ميسي الوصول إلى مونديال روسيا في تصفيات أمريكا الجنوبية، لم يعد أحفاد مارادونا للمنافسة إلا بقرار إقالة المدرب باوزا، بعدها عاد منتخب الأرجنتين بروح جديدة تعكس قيمة المنتخب العريق ليتأهل في الأمتار الأخيرة.

 

قرار خاطئ من الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاقد مع مدرب يملك تجربة فشل حديثة، أمر غريب يعكس ضعف الرؤية الفنية وعدم التخطيط السليم في مرحلة مفصلية في تاريخ منتخب الوطن.

 

خمس مباريات تجريبية مع المدرب باوزا جعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا وهو يتخبط في التشكيلة وخططه التي عجز لاعبونا عن فهمها وفك طلاسمها وكانت النتيجة منتخباً دون هوية، عاجزاً عن مجابهة خصومه، مستسلماً للهزيمة.

 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

نعيش مرحلة تاريخية من خلال الدعم المادي والمعنوي اللا محدود للمنتخب السعودي من رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ بتوفير جميع الإمكانيات للاتحاد السعودي لكرة القدم في البرنامج الإعدادي لكأس العالم بروسيا 2018م.

 

قرار إقالة المدرب باوزا يكشف لنا عدم حسن اختيار الاتحاد السعودي لكرة القدم مدرباً بديلاً للمدرب السابق مارفيك، بعد شهرين يقال باوزا لنبدأ البحث عن مدرب آخر لنعود خطوات للوراء والزمن يسرقنا، قد يكون لها كل الاحتمالات نتائج إيجابية أو سلبية.

 

يفترض أن يكون الاتحاد السعودي لكرة القدم تحت مجهر أعلى سلطة رياضية في الوطن لضمان اتخاذ قرارات سليمة والمحاسبة على الأخطاء الفادحة التي لا مبرر لها وسط هذا الدعم الكبير من الهيئة العامة للرياضة. 

 

المقصد هنا ليس التدخل في القرار والتي يجرمها "فيفا"، بل المحاسبة على إهدار المال العام بسبب قرارات غير مدروسة لا تحقق الأهداف المنشودة.

 

قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل:

 

لماذا لا يكون اتحاد القدم تحت المجهر لمحاسبته على الأخطاء الفادحة؟!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.