لعب الهلال بتوتر غريب، لعب كأنه النهائي الأول له في تاريخه، كان عاقدًا العزم على إنهاء المباراة في دقائقها الأولى، وكأنه يحاول تسجيل رقم قياسي في أسرع هدف في التاريخ، هذا التسرع تحول إلى تشنج كلف الهلال هدفًا مبكرًا، وإصابة لأهم أسلحته، وسبعة كروت صفراء، كما كلفه إضاعة أكثر من خمس فرص مؤكدة، فالهلال هو من سجل في مرماه وليس أوراوا، وإدواردو من تسبب في إصابته وليس ناجاساوا.
إذا لم يتعلم الهلال مما حدث في الدرة، فلن يتغير الحال، وسيندفع الهلال بكل ما يملك من جديد وكأنه فريق مبتدئ، وسيترك المساحات لأوراوا الذي يعرف كيف يتعامل مع كل مندفع بهدف من تمريرتين، وهذه المرة لن تنتهي المباراة بالتعادل، بل سيخسر الهلال بنتيجة محزنة، هذا السيناريو المحتوم إذا واصل الهلال الهجوم بجنون.
أثبتت لنا مباراة الذهاب أن الهلال أفضل فنيًّا من أوراوا، ولكنه أقل نضجًا، فالهدوء وحده هو ما رجح كفة أوراوا في المباراة.
فرص الهلال في الفوز تعتمد بشكل كامل على قدرته على التحكم في أعصابه، واللعب بشكل أكثر نضجًا مما شاهدناه، فيجب أن يبدأ المباراة بتحفظ كبير، لا للهجوم بالأظهرة بداية المباراة، والبريك والشهراني يجب أن يبقيا في حالة الدفاع، وميليسي والفرج يجب أن يبقيا قرب الدائرة دون اندفاع أو مبالغة، الهلال أفضل فنيًّا، فلماذا الاندفاع والمجازفة من بداية المباراة؟!.
يجب أن يبدأ الهلال المباراة باللعب على المضمون، والتمرير إلى قدم الزميل دون محاولة التمرير بفن ومهارة، فأي خطأ في التمرير يعني هجمة مرتدة.
إذا استطاع الهلال المحافظة على مرماه أول 20 دقيقة، فإنه سيفوز بالكأس، المهم أن يقلل الهلال خسائره بداية المباراة، فإذا سُجل في مرماه هدف، أو طُرد منه لاعب فستصعب المباراة عليه، فالهلال يحتاج إلى وقت للدخول في جو المباراة بعدها سيسيطر ويسجل، ولكنه لن يفوز إذا كان قد خسر المباراة من أول عشر دقائق.