|


بدر السعيد
قناع العويس.. وأقنعتهم!
2017-11-12

 

 

 

لا أدري لماذا ترتبط الصورة الذهنية في مخيلتي للحارس محمد العويس بذلك القناع الذي كان يحمي وجهه في إحدى فترات تمثيله لناديه السابق "الشباب"، التي كانت الفترة الأكثر بروزا وتميزاً في مستواه، وهو الأمر الذي دفع بعض الأندية إلى البحث الجاد حول كيفية الحصول على خدماته. وقد ارتبطت لدي تلك الصورة الذهنية بالتصريحات الجريئة للعويس، التي تشبعت بالولاء المطلق لناديه "الشباب" وزعمه بتجاهل كل عرض أو رغبة أو إغراء أمام تركه لبيته "الشباب".

 

إلا أنني لم أكن أدرك أن الأيام القليلة كانت كفيلة بأن تظهر لنا أن ذلك القناع لم يكن يخفي ملامح العويس فحسب بل حتى توجهاته وتصرفاته!

 

تعددت الرغبات بشأن الاستفادة من ذلك الحارس الشاب المتطور، وتنوعت توجهات الأندية في ذلك الشأن، فبينما كان الشبابيون يحاولون التجديد معه كان غيرهم يسعى لانتقاله إلى صفوفه. تعددت صور وأشكال المحاولات، إلا أن أحد الأندية كان يسير في مسار مختلف في نفق مظلم ومسلك مشبوه!.

 

كان الأهلاويون يمنون النفس بالحصول على خدمات العويس بأي طريقة كانت، وقد كان شعارهم في ذلك التوجه "الغاية تبرر كل الوسائل"!.

 

وما أن بدأت تتضح مفاوضات ومحاولات الأهلاويين للحصول على العويس، إلا وبدأت تصطدم تلك الرغبات بواقعية واشتراطات وطبيعة السوق، وبدلاً من تعامل الأهلاويين مع تلك الطبيعة والمنطقية والامتثال للاشتراطات والأخلاقيات والقيم، فقد اتجهوا إلى الأسوأ للأسف .. بعد أن أضافوا لحملتهم شعاراً آخر هو "دق الخشوم"!.

 

لن أسهب في شرح تفاصيل ذلك الانتقال المشبوه أو أسلوب إدارته الأقرب إلى طريقة العصابات، فقد سبقني غيري في ذلك وتفوق فيه، لكني أود هنا أن أشير إلى ردود الأفعال العجيبة التي صاحبت القرارات الأخيرة بشأن تلك القضية وبعض أطرافها الفاعلين.

 

ففي الوقت الذي استبشر فيه السواد الأعظم من الرياضيين بانكشاف خبايا تلك القصة وظهور المتسببين في انتهاكاتها، فقد وجدنا أنفسنا أمام مشهد سقوط أقنعة كثيرة فاقت شكل قناع العويس الشهير، فقد تفاجأ الجميع بظهور أصوات لم يرق لها ظهور الحقيقة، فوقفوا موقف الضد أمام تلك القرارات، على الرغم من قناعتهم بأنها جاءت بعد تمحيص وتدقيق من مختصين في مختلف القطاعات.

 

ولا أدري حقيقة هل كان أتباع ذلك الصوت يودون استمرار الظلم على الشباب وسكوت أصحاب القرار عن تلك الإهانة التي لحقت بالشبابيين ورموزهم ناهيك عن الأضرار المالية المترتبة على ذلك الانتقال المشبوه؟!.

 

أم أن أتباع ذلك التوجه كانوا يراهنون على جهل الجهات المسؤولة وضعف قراراتها؟ أم أنهم رضوا بتكييف المشهد لصالحهم دون النظر إلى أخلاقيات وأنظمة وضوابط سوق العمل الرياضي ومبادئه؟!.

 

لن ألتفت الآن لتفنيد تلك التوجهات، فقد أصبحت وغيري كثيرون نثق أن أتباع ذلك الصوت لم يعد لضجيجهم تأثير، ولم تعد لعنترياتهم قيمة في ظل وجود هيئة رياضية وطنية تملك الجرأة والثقة في اتخاذ القرار الأمثل لصالح رياضة الوطن.

 

شكراً تركي آل الشيخ .. وشكراً لكل شخص ساهم في كشف المستور وإعادة الحق إلى أصحابه .. ولا نزال ننتظر منكم المزيد من إحقاق الحق.

 

دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.