كتاب "سحر الترتيب" لماري كوندو، هو عرض للفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى داخل المنزل وينصح باتباع طريقة ماري في ذلك، حيث ترى أن "السر يكمن في اهتمامك بمنزلك من خلال التسلسل الصحيح وفي الاحتفاظ بالأشياء التي تحبها فعلا فقط وفعل ذلك دفعة واحدة وبسرعة بعد ذلك عليك خلال بقية حياتك أن تختار فقط ما يجب الاحتفاظ به وما يجب رميه"، هنا تقصد لوازم البيت من أثاث وأدوات وأجهزة وغيره، وأنا أرى أن ذلك يمكن تطبيقه حتى على بعض العادات والاهتمامات أو الأشخاص أيضا.
كذلك هي كل الأمور في كل شيء إذ لم نتوقف في لحظة زمن مناسبة للمراجعة والتصحيح ستضيع علينا فرص كثيرة وإذا كنا قادة سنصيب الطامحين والمتطلعين لحال أفضل بالإحباط واليأس، والحل يكمن أخذه من أسرار اليابانية كوندو التي ترتكز في كتابها المفيد على مبدأ "ما يتم تنظيفه مرة لا تعود إليه الفوضى مجددا"، وهي قاعدة صالحة للعمل بها في أمور حياتية متعددة منها الإدارة.
قوة الدفع لعمل ما هو أكثر مما نعتقد أنه صعب يشرحه روبين نيكسون في كتابه "نعم أستطيع"، حيث ينبني على التخيل الإبداعي والذي بحسب ما جاء في الكتاب "بإمكانه أن يغير ويحقق تقريبا أي شيء تركز تفكيرك عليه"، لكنه ينبه إلى أن يسبق ذلك "اختيار الأهداف التي تثق بقدرتك على تحقيقها، فمثلاً بدلا من أن تطمح في الوصول بهدفك إلى النجوم صوبه إلى القمر أولاً وهكذا سوف يقوى إيمانك وتنال الأهداف التي تسعى إليها بسرعة وسهولة أكبر وبإمكانك دوما أن تختار النجوم لهدف آخر عندما تكون مستعدا لذلك".
من المؤكد أنه ليس فقط بالتخيل الإبداعي أو غيره نستطيع فعل ما نود إنجازه، لكن التخيل يمكن أن يسبح بك في عالمه لتقرر أنت فعلياً إنجاز ما تريد مشروطاً بحدود القدرة وتحديد الهدف وإلا لتحول هذا التخيل إلى خيالات وأوهام تعيش داخلها إلى الأبد دون أن تتقدم أي خطوة، أحياناً كثيرة أشعر أن غالبنا يكاد يدخل هذه الحالة أو أنه عالق فيها، ولكن ليس لأنه يطلق العنان لخياله المبدع بقدر جهله لحدود قدراته أو لظنه أن تجاهلها يمكنه من تجاوزها إلى تحقيق ما يريد.
ترى ماذا لو عملت الأندية الرياضية بأسلوب "ماري كوندو"، وشرعت في تنظيف كياناتها مما يشوبها من أخطاء وتجاوزات نظامية ومالية، ومن سلبيات في العمل الإداري من خلال تسلسل صحيح واختيار فقط ما يجب الاحتفاظ به، وما يجب رميه وهو يشمل السياسات الإدارية وتقاليده في العمل ونوعية العاملين وطبيعة التعامل مع كل شؤونها وذلك من أجل أن نضمن نتيجة "ما يتم تنظيفه لا تعود له الفوضى مجددا".. وماذا لو عرف كل ناد قدراته وحدد أهدافه، ثم بعد ذلك أشعل خياله الإبداعي في إطارها ليحقق أي شيء ركز أفكاره عليه كما يقول "روبين نيكسون" في نعم نستطيع؟.