|


سعد المهدي
اعرف المنتخب ثم اطلب منه
2017-11-09

 

 

 

متابعة تحضيرات المنتخب الكروي الأول لخوض نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا لا تحتاج إلى من يتفقد خطواتها، ولا تفاصيلها حيث مازالت في محطة التحضير للتحضير، وهي مرحلة التعرف أكثر فأكثر على قدرات وإمكانات العناصر ومدى استعدادهم للتجاوب، وهذه كلها مسألة بين الجهازين الفني والإداري وبين اللاعبين وليس غيرهم.

 

المدير الفني الأرجنتيني "بأوزا" في ذهنه الشيء الكثير الذي يود أن يصل إلى اللاعبين، وأسهل طريقه لذلك توالي التجمعات وزيادة عدد المباريات وأيام المعسكرات والتعرف على مزيد من اللاعبين، هذه آلية واضحة يمكن العمل بها وهو ما يحدث الآن حيث سينتهي الأسبوع المقبل من لعب خمس مباريات منذ تأهل المنتخب قبل شهرين فقط تحضيراً لاستحقاق يتبقى عليه حتى الآن أكثر من سبعة أشهر.

 

الظروف متاحة لأن يعمل "باوزا" دون معوقات أو منغصات، فقد تم القضاء على شبح ثمانية ألمانيا التي يطاردون المنتخب بها ثلة من المنفلتين والمتعصبين قبل وأثناء كل مشاركة، وبدأ البعض في التراجع للوراء عند الحديث عن اختيارات تشكيلة المنتخب إن كانت من نادي "سين" أو "صاد"، وتفتحت بعض العقول المغلقة ففهمت ما يعني أن تكون أبواب المنتخب مفتوحة أو أن يتم اختيار الأنسب للمنتخب وإن كان احتياطياً في ناديه أو حتى لم يسبق له وأن لعب لأي ناد "الله الهادي".

 

نحن الآن نعول على اتحاد الكرة أن يراقب بعين خبرائه واختصاصيه برامج التحضير، وأن يصلح نفسه بنفسه هذا سيساعد على ألا ينشغل النقاد والمراقبون ومن خلفهم الجماهير في أمور هامشية تؤثر سلباً على التحضيرات ويحقق تقارب الجميع في الرؤية الفنية ما يساعد على تلمس الحلول المناسبة بعيداً عن التجاذبات التي عادة يتصارع أطرافها لمكاسب لا علاقة لها بمصلحة المنتخب.

 

مواجهة منتخب البرتغال غداً في لشبونة هي أولى العلامات الإرشادية التي لابد أن يكون لها دور في هندسة برنامج التحضير، ففيها تتحقق تجربة لقاء منتخبات "المستوى الأول" واللعب "خارج الديار" وعلى "أرض الخصم"، أي أنها بروفة مستعجلة لأخرى آجلة ستتم حتماً في المونديال، أما الفارق فهو أن ما بينهما ستكون تجارب وتحضيرات وتبديل وإحلال والوقت مازال معنا.. لكن بشرط أن نعرف منتخبنا جيداً، كي نطلب منه ما يمكنه فعله، وأهمية أن يفعل ذلك المعنيون رسمياً بالمنتخب قبل غيرهم من نقاد أو جماهير.