جماهير ريال مدريد ألقت باللائمة على حكم مباراة فريقها الأخيرة، التي تعادل فيها مع "ليفانتي"، ورددت خلال سير المباراة عبارات تتهم فيها اتحاد الكرة بالفساد، الذي كان قد اتخذ قرارًا سابقًا بإيقاف نجمه "كريستيانو رنالدو" خمس مباريات، بعد دفعه حكم مباراة الريال أمام برشلونة في السوبر الإسباني، معترضًا على تلقيه الإنذار الثاني "طرد" بتهمة التمثيل عند سقوطه في منطقة الجزاء.
تقدير الحكم "بنجيو تكسيا" كان خاطئًا، كما تأكد لكل من تابع المباراة، حيث كان سقوط رونالدو نتيجة احتكاك مباشر مع مدافع برشلونة اللاعب الفرنسي، "وأمنياتي" تستوجب إما احتساب ركلة جزاء أو السماح باستمرار اللعب دون اتخاذ أي قرار آخر، هذا الخطأ التحكيمي وما ترتب عليه يدفع ثمنه الفريق الجولات الأربعة من الدوري التي يغيب فيها رونالدو، ليس لأنه يجب ألا يعاقب، ولكن لأن الحكم أخطأ فجرّ وراءه أخطاء أفظع ارتكبها رونالدو واتحاد الكرة الإسباني على حد سواء.
لا يجوز التعامل مع أخطاء الحكام على أنها جزء من اللعبة، بقصد أنه يحق لهم ارتكاب الخطأ دون محاسبتهم أو معاقبتهم، ولكن على أنه شر لا بد منه وتتم معالجته بما يتخذ بحقهم ومن ثم التأكد من أن من يديرهم إداريًّا ويحضرهم فنيًّا ويراقب أداءهم ويقيمهم يستطيع أن يفرز الجيد من الرديء ويحاسبهم، بحسب طبيعة الخطأ في التقدير أو تطبيق القانون، أو أسلوب الإدارة. ومن سيحدد من يقوم بهذه المهمة هو اتحاد الكرة، ومن ذلك وجهت جماهير الريال غضبها تجاهه.
عدم تدخل اتحاد الكرة في عمل اللجان بالذات القضائية منها، يأتي بعد توفير كل مأمن، شأنه أن يضمن لمثل هذه اللجان بيئة عمل سليمة مكتملة الالتزامات ومدعومة بالخبرات والكفاءات المتخصصة. الانضباط في الاتحاد الإسباني عاقب رونالدو لدفعه أو ضربه الحكم على ظهره، بعد أن أشهر له البطاقة الحمراء، ولم يعتبر الانضباط الإسباني هذه بتلك، لكن من تسبب في كل ذلك هو خطأ الحكم الذي لا يبدو أنها تمت محاسبته من الاتحاد الإسباني على تقديره الخاطئ.
التحكيم عمل بقدر ما يستوجب الصرامة والحزم، إلا أنه أيضًا لا يستغني عن الإبداع والروح الجميلة والابتسامة الآسرة وأسلوب الإدارة المتوازن الخالي من العقد والعنتريات، فهذه الألمانية "بيبيانا شتاينهاوس 38 عامًا"، تدير مباراة في الجولة الثالثة من الدوري الألماني بين هزتا برلين ونظيره فيدرر برايمن، كأول سيدة تقود مباراة للرجال حكم ساحة.
سيدة أخرى هي الأمين العام للـ"فيفا" السنغالية "فاطمة سامورا"، دعاها ألانر لان، تصف ذلك عبر صفحتها على "الفيس بوك" بأنها رسالة قوية للعالم، وأرى أنها تقصد رسالة للحكام الرجال الذين يقودون المباريات في العالم، خاصة الذين يعتقدون أن للرجولة دورًا في القيام بعمل كهذا، جاء الدور عليه ليصبح لكلا الجنسين وما يحتاج إليه هو التركيز وحسن الإدارة والتقدير المستنبط من القانون، بأسلوب لا يخلو من الإبداع والجمال.