|


د. حافظ المدلج
القيادة بالإنجاز
2017-09-13

 

 

للقيادة الإدارية أنماط حددها علماء الإدارة عبر تقسيمات عديدة، ليس المقال مجال تعدادها، ولكن المتابع للشأن السعودي في السنوات الأخيرة، يستطيع اكتشاف النمط الذي يتبناه ولي عهد الحزم والعزم الأمير "محمد بن سلمان"، حيث يتميز مهندس رؤية 2030 بالرغبة الجامحة في الإنجاز؛ ولذلك يبادر بتغيير القيادات كلما تباطأت في تحويل الخطط إلى حيز التنفيذ، فرغم أهمية التخطيط ورسم السياسات، إلا أن "أبا سلمان" يؤمن أن "القيادة بالإنجاز".

 

وأكاد أجزم بأن اختيار "تركي آل الشيخ" لمنصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ينطلق من الرغبة في تحريك الملفات والمشروعات الرياضية التي طال مكوثها في دهاليز البيروقراطية، ولعل أهمها مشروع التخصيص الذي كنت شاهدًا على بداياته عام 2000، ولم يرّ النور بعد، رغم اكتمال الدراسات بعد تعاقب القيادات واللجان والشركات التي بالغت في طبخ المشروع، حتى أصبحنا نخاف أن تحترق الطبخة ونأمل أن تنجزه "القيادة بالإنجاز".

 

عرفنا "تركي آل الشيخ" مستشاراً لولي العهد؛ ما يعني قربه من القيادة العليا للوطن، وهو أمر مهم جداً في إنجاز الملفات الشائكة التي تتطلب استثناءات مالية وإدارية تمنحها الأولوية على قائمة طويلة من الملفات، التي تمر عبر قنوات القرار باللجان الوزارية قبل إقرارها تحت قبّة مجلس الوزراء؛ ولذلك أشعر بالتفاؤل في المرحلة المقبلة حيث سيتمكن الرئيس الجديد من وضع الحصان أمام العربة والانطلاق بالرياضة السعودية نحو آفاق جديدة من خلال "القيادة بالإنجاز".

 

وربما تكون المناصب الرياضية أصعب من غيرها بسبب ارتفاع سقف حرية الإعلام الرياضي، وعدم وجود سقف في الإعلام الحديث ووسائط التواصل الاجتماعي، ولكن المجتمع الرياضي متأثر بطبيعة الرياضة التي تقاس الإنجازات فيها بالأرقام وتحقيق الأهداف؛ ولذلك سيكسب "أبو ناصر" الجولة إذا استطاع إدارة المنظومة الرياضية وفق نمط "القيادة بالإنجاز".

 

تغريدة tweet:

 

صحيفة الرياضية وكتّابها يهدفون إلى خدمة المصلحة العامة، وأحسب أن جميع العاملين في الوسط الرياضي يسعون إلى ذات الهدف بطريقة أو بأخرى؛ ولذلك أثق بأن التأهل لكأس العالم 2018 قد أسعد الجميع كخطوة مهمة على طريق عودة الرياضة السعودية لمكانها الطبيعي في الزعامة والريادة، ومن المؤمل أن تتضافر جهود الجميع بالتجديف في الاتجاه نفسه؛ لنصل إلى الأهداف التي نصبو إليها، مع ضرورة الاستفادة القصوى من الأسماء المميزة في رياضتنا، مثل إبراهيم القناص وتركي الخليوي ومحمد النويصر ومحمد المسحل وعبدالرحمن الحلافي وأحمد العقيل، وغيرهم ممن عمل وأنجز ولا يزال لديه ما يقدمه لرياضة الوطن إذا أعطي الفرصة في صناعة المزيد من الإنجازات، وعلى منصات الإدارة بالإنجاز نلتقي.