|


فهد الروقي
"الفرح نسّاي"
2017-09-14

 

 

‏في غمرة أفراح الهلاليين بالتأهل للدور نصف النهائي من دوري الأبطال الآسيوي، بعد الفوز الصريح على عين الإمارات في الدرة بثلاثية نظيفة، كانت قابلة للزيادة، تحولت الأمور وهدأت واستكانت أو ربما تم تأجيلها لوقت آخر.

 

في وسطنا الرياضي وهذه ثقافة مجتمع عامة لا ترتبط بلون، يضعف مبدأ دعم الفاشل حتى ينجح، بل على العكس تمامًا؛ فأحيانًا يحارب الناجح حتى يفشل، وفي كرة القدم تحديدًا وهذه خاصية عجيبة لنا دون غيرنا من العالمين، "التقييم بالنتائج وأي تعثر ينسف كل شيء"؛ ولأنني لا أملك ذاكرة سمك والأحداث قريبة؛ فما زلت أذكر حالة الغضب العارمة على استبعاد الحبسي وضم المهاجم المعطوب "ماتياس"، وهنا لا يمكن الاعتراض على النقد الهادف، واعتبار هذا الإجراء غير صحيح، ولكن الاعتراض يكمن في المبالغة في ردة الفعل، والوصول فيها لبعض المنزلقات الخطرة، كاعتبار دياز "سمسارًا"، والأمر باختصار طبيعي جدًّا، "مدرب وضع ثقته في لاعب لم يستطع التأقلم وخذل من اختاره"، كما أن الذاكرة ما زالت تحتفظ بكل تفاصيل الغضب العارم بعد التعادل السلبي في ملعب "القطارة"، وهذه نتيجة جيدة في نظام مباريات الذهاب والإياب. 

 

ومن حسن حظ الفريق الهلالي ومسيريه أن مباراة الرد لم تكن بعد تلك المباراة مباشرة؛ لأنها ستأتي في "فورمة" الغضب الذي سيؤثر سلبًا على الفريق ويدخل تحت ضغط رهيب، وغالبًا الهلال في هذه البطولة تحديدًا يخسر بعوامل نفسية أكثر منها فنية؛ لذا كانت فترة التوقف والانشغال بالمنتخب الوطني ثم فرحة تأهله كفيلة بأن يدخل الزعيم القاري لقاء العودة بهدوء كبير، ظهر جليًّا في عدم الاستعجال على تحقيق نتيجة مبكرة؛ فلم يندفع للأمام وظل متوازنًا حتى خطف هدفين سريعين في الرمق الأخير من الشوط الأول.

 

ولأن الفرح يطغى فإن الهلاليين الذين مجدوا وأشادوا بالفريق بعد تخطي العين، جزء منهم هو من كانت تدفعه عاطفة الغضب للاحتقان، ولن يغير هؤلاء نسقهم الثقافي المضر جدًّا، وستبقى ملفات "استبعاد الحبسي وفشل بريتوس وعدم التعاقد مع مهاجم كريفاس مبكرًا، وعدم الاستفادة منه في الآسيوية، وعدم وجود صانع لعب وعدم التعاقد مع قلب دفاع أجنبي"، عالقة حتى إشعار آخر، وربما تختفي نهائيًّا في حال تحقيق اللقب.

 

الهاء الرابعة

‏مثلي مثل غيري مزاجي وحساس

‏ماهو ضروري مثل مـ أصبحت أمسي

‏أحيان أشعر بـ ارتياحي مع الناس

‏وأحيان مالي خلْق حتى لنفسي