الانتصار الهلالي المستحق على نظيره العين الإماراتي في منافسات أبطال آسيا، لا يعني للهلاليين سوى أنه نقلهم إلى المباراه قبل النهائية؛ لأن الهدف هو المنافسة على اللقب، وما دونه يعني الفشل في الوصول إلى المبتغى، وانتظار موسم جديد تعود معه نفس الرغبة وتجري ذات المحاولة.
انظر إلى العمل الهلالي باحترام؛ لأن ما يقوم به من حسن تحضير وتجهيز لكل المسابقات، يلقى اهتمامًا يوازي حجمها ويفي بمتطلباتها، وحتى حين يفشل في المحاولة لأي سبب تجده في الفرصة التالية يحمل ذات الحرص والمنهجية الثابتة، ويتمتع بروح التحدي. هذا يمكن أن يكون غير مفهوم فقط لدى من لا يعرف الثقافة الهلالية، والمنهج الذي ينفذ به سياسته عبر تاريخه.
تجربة الهلال مع البطولات الآسيوية غنية جدًّا؛ فهو من التسعينيات الميلادية حتى يومنا هذا اسم مدون في لوحة الشرف الآسيوي بطلاً لكل بطولاته، أو مشاركًا مهمًّا ودائمًا في منافساتها، ويحتفظ السجل الذهبي له بمعظم أسماء رجاله، بدءًا بمؤسسة عبد الرحمن بن سعيد ـ رحمه الله ـ إلى الأمير سعود بن تركي آخر الرؤساء الذين كانوا وراء تحقيق إحدى بطولاته الست، وبين الاسمين وبعدهم آخرون كان لهم حظ الحصول على أحد الألقاب أو شرف المشاركة.
الغنى الهلالي الآسيوي أوجد حالة عدم الاهتمام بأي انتصار أو مشاركة ما لم تنته بالحصول على اللقب، وهو أمر جيد في دفعه للعاملين في النادي واللاعبين لجعل الاستعداد والتحضير والطموح يمكنه تحقيق ذلك، لكنه في مرات يشكل ضغطًا سلبيًّا يقوض الجهود أو يتسبب في أن تراها الجماهير مخيبة أو غير مرضية، وكثيرًا ما فعل هذا فعلته في تفاقم الأمور بخسارة استحقاقات أخرى أو أشخاص أكفاء في الجانبين الإداري والفني.
ليس كل ما يقال عن كرة الشرق الآسيوي وأنديته صحيحًا، حيث تشترك مع غرب القارة في تخلفها عن الكرة الأوروبية أو اللاتينية، ولا يبدو من الممكن تغير الحال حتى إن كان هناك تقدم مهم على مستوى تخصيص الأندية بالذات في الشرق، أو الاهتمام بتوسيع قاعدة اللعبة وتطوير الكوادر الإدارية والفنية نحو الأداء المحترف، ولَك أن تستعيد حال المنتخبات: الياباني والصيني والكوري الجنوبي في التصفيات الأخيرة وكيف كان حالهم أمام منتخبات الغرب، وإن كان هناك فعلاً ذلك الفارق الذي كان يلح بعضهم على أنه موجود وجاء نتيجة استراتيجيات وخطط!!..
ستنتهي تجربة فصل أندية الغرب والشرق في مسابقة أبطال آسيا للأندية هذا العام، ويبدو أنه من الضروري إعادة إقامتها مشتركة كما كانت عليه منذ أن بدأت حتى قبل مواسم قليلة، والتي كان نصيب أندية الغرب من بطولاتها أكثر منه بعد الفصل، لكن لا بد من التأكيد أن ذلك سيكون فنيًّا لصالح الجانبين وليس لطرف واحد؛ لأنه لم يثبت بعد بالدليل القاطع أي الكرتين أفضل، ويمكن لها أن تضيف للآخر!