|


فهد الروقي
"خلال شهر"
2017-09-21

 

 

‏قد نتحمل نحن الإعلام الرياضي وأصحاب الرأي جزءًا مهمًّا من الوضع الذي آلت إليه ثقافة الساحة الرياضية، حينما وصلت للحضيض في تلقي كل شيء وتفسيره؛ فبات الاهتمام بصغائر الأمور مقدمًا على عظائمها، وباتت السلبيات حتى إن جاءت من باب تصيّد الأخطاء طاغية على الجوانب الإيجابية، وهذا للأسف الشديد جزء من ثقافة المجتمع وفقد مفهوم "جلد الذات"؛ فالنظرة السوداوية طاغية، وتحويل الأمور عن نصابها الحقيقي وفق مفهوم فكر المؤامرة على أشده.

 

منذ اليوم التالي لتأهل المنتخب، صدر "أمر ملكي" بتعيين المستشار بالديوان الملكي معالي تركي آل الشيخ رئيسًا للهيئة العامة للرياضة، ومنذ فجر الساعات الأولى لتعيينه انطلقت حزمة قرارات كنا ننتظرها منذ سنوات، وننتظر بشغف إنجازها؛ فجاءت وفق مفهوم "سرعة القرار وتنفيذه"، علمًا بأن هذه القرارات الضخمة لم تأت من فراغ، بل من دراسة مستفيضة يبدو أنها درست قبل أمر التعيين بعناية، وبدلاً من تفنيد هذه القرارات من الإعلام الرياضي وإظهار مواطن القوة فيها والخلل إن وجدت، وفق رؤية نقدية قائمة على القاعدة النقدية الأساس "التصوّر الشامل"، اتجهت الأمور للسطحية وبلغة لا تليق بنا إطلاقًا، وتلخصت محاورهم نحو "ما هي ميوله وهل جاء لخدمة هذا الميول ومحاربة الأندية الأخرى، ومثل ماحاربوا الرئيس السابق سنحارب الرئيس الجديد..إلخ".

 

بالله عليكم كيف تهمل مناقشة تشكيل لجنة بدأت عملها فورًا في اكتشاف مواهب المواليد، وقد حضر أكثر من 5000 في اليوم الأول، واستثمار هذه المواهب للأندية والمنتخبات، بواقع لاعب لكل ناد محترف والضعف لبقية الأندية؟.

 

ثم كيف لا يدرس تحويل قضيتين مهمتين "ديون نادي الاتحاد وقضية العويس" للجهات الأمنية الرسمية للتحقيق فيها، وكشف المتلاعبين وتقديمهم للعدالة، وكيف لا يناقش سرعة عقد الجمعيات العمومية للأندية لكشف ميزانياتها والإدارات التي تلاعبت بالمال العام والهدر المالي، وتحميل الأندية ديونًا طائلة؟.

 

 وكيف لا يتم مناقشة توثيق البطولات وإعطاء الأندية حرية تقديم كل ما لديهم حتى لا يكون لها عذر ثم فرزها وفق معايير عالمية، وإبعاد بطولات "أول ركنية ورمية تماس"؟.

 

ثم كيف لا يناقش "تحسين بيئة الملاعب وترقيمها وإصدار التذاكر الموسمية التي تكفل للمشجع أن يشتري تذاكر كاملة لفريقه المفضل، وبالتالي يصبح مقعده محجوزًا له طوال العام؛ فيستطيع الحضور قبل المباراة بعشر دقائق"، هذا عدا تحسين الخدمات العامة من مأكل ومشرب وخلافهما؟.

 

ثم كيف لا تناقش المشاريع المتعطلة للمنشآت الرياضية سواء للملاعب أو الأندية لكشف تلاعب المتلاعبين ومحاسبتهم؟.

 

هذا عدا كثير من القرارات الأخرى التي لا تقل أهمية عن سابقتها، والأهم فيها أنها اشتملت عبارة "خلال شهر"، وهي تعني الإسراع في التنفيذ وإلا "ما بعد إلا مرعب لمن امتهن التلاعب، وظن أنه في مأمن من العقاب". 

 

الهاء الرابعة 

 

‏ما كل خاطر نبي نتبع مراعاته

‏بعض الخواطر حرام أنك تراعيها

‏واللي يقدّمك عن كل اهتماماته

‏حاول تقدّم له الدنيــا بما فيها