|


فهد عافت
الكتابة فَنّ.. القراءة جَمَال!
2017-09-22

 

 

"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم: القراءة، لفانسون جوف، ترجمة محمد آيت نصير وشكير نصر الدين، عن دار رؤية للنشر، والمقتطفات من الطبعة الأولى:

 

ـ النحو أم البلاغة:

.. فالقارئ وهو يواجه النص، لا يعرف أبدًا بيقينٍ تام، هل يجب عليه أن يؤسس تأويله على البنْيَة النّحوية للجملة، أو البنْيَة البلاغيّة!، فمثلًا عبارة "هل أنتم في صحة جيدة؟!"، يمكنها أن تؤول كسؤال حول صحة الغير، أو كعدوان لغوي يوازي تقريبًا: "أنت إنسان أحمق"!.

 

ـ سفر:

القراءة سفر، دخول غير مألوف إلى بُعْد آخَر، يُغني التجربة في الغالب، فالقارئ الذي يَترُك في البداية الواقع كي يَلِجَ في عالم الخيال، يعود في الأخير إلى الواقع وقد تزوّد بالخيال!.

 

ـ الدوخة.. الدَّوَار.. التّرنّح:

إن إحدى التجارب المُقلِقة في القراءة، ترتكز على أن نقول ذهْنِيًّا أفكارًا ليست أفكارنا!،...، فأنْ نكون خلاف ما نحن عليه، ولو لمدّة محدّدة نسبيًّا، هذا أمر فيه شيء من الإقلاق والخلخلة، إذ يصبح القارئ سندًا وشاشةً تنعكس عليها تجربة أخرى، ويرى ركائز هويّته تترنّح!.

 

ـ عكس الاتجاه لنصل:

كل قارئ يمكنه أنْ يُسقِط شيئًا من ذاته على النَّصّ المُعطى:.. المعنى المُستخرَج يمكنه أنْ يُبحِر ضدّ مقاصِد المُؤَلِّف!.

 

ـ القارئ حالِم لا عالِم:

وضعيّة الذات القارئة قريبة جدًّا من وضعيّة الحالِم، فالقراءة مثل النوم، تنبني على ثبات نفسي، ويقظة مختزلة "لا توجد لدى النائم"!.

 

ـ أغلفة تجاريّة:

إنّ ما تقوم به دُور النشر حول تزيين الكتب الكلاسيكيّة بصُوَر الممثّلين، يُحرّض على الاقتناء وليس على القراءة!.

 

ـ القراءة طفولة:

إنّ الطفل الذي كُنَّاهُ، هو من يسمح بالاعتقاد وتصديق المحكيّات الروائيّة!،..، فحالما نفتح روايةً، فالطفل فينا هو الذي يُولد من جديد!،...، إنّ القراءة أولًا هي انتقام الطفولة!.

 

ـ الكتابة فن.. القراءة جَمَال:

آيزر:.. العمل الأدبي له قطبان: قطب فنّي، وقطب جَمَالي، يُحيل القطب الفنّي إلى النَّصّ الذي أنتجه المُؤَلِّف، في حين أنّ القطب الجَمَالي يُعزَّى إلى التّحقّق الذي يُنجزه القارئ!.

 

ـ الفهم لا المعرفة:

فائدة النَّصّ المقروء لا تأتي مما نتعرّف فيه عن أنفسنا، ولكن ممّا نفهمه فيه عن أنفسنا!.

 

ـ القراءة أُمومة:

يمكن لكلمة واحدة أنْ تبعث ماضيًا!، فعبر القراءة، يُحيل النَّصّ كلّ واحدٍ منّا إلى تاريخه الحميم!.

 

ـ القراءة الظاهرة.. كتابةٌ مُضْمَرَة:

لأنّ الرغبات المكبوتة متشابهة!، فإنّ استيهامات القارئ يُمكنها التجاوب مع استيهامات المُؤَلِّف، فالقراءة في هذا المستوى تعني: اكتشاف متعة الكتابة عبْر القراءة!.